حفلت الصحف الفرنسية خلال الأسبوع الماضي بتغطية العديد من المواضيع والقضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط عامة والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، وأفردت العديد من مساحاتها لتغطية تلك القضايا. كما خصت إيران بالعديد من المقالات والتقارير التي انتقدت السياسة التي تتبعها إيران في المنطقة، ومساعيها لإشعال الفتن والمؤامرات وتأجيج المشكلات التي يعاني منها عدد من الدول، مثل إيران وسورية واليمن. وأشارت الصحف الفرنسية إلى حالة الضعف التي تعاني منها إيران، مؤكدة أن مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي عقد في باريس خلال الشهر الماضي، والنجاح الذي حققه المؤتمر، وحجم الحضور المشرف الذي حظي به، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، أصاب نظام طهران بما يشبه الهستيريا، حيث سارعت أجهزة الإعلام الموالية له إلى توجيه إساءات بذيئة للقائمين على المؤتمر، وهو ما يعكس التوتر الذي تشعر به طهران. في المقابل أشادت الصحف بما حققته منظمة مجاهدي خلق التي كانت مدرجة حتى عام 2012 ضمن القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية، مشيرة إلى أنها تمكنت من إيجاد مظلة أكبر للحركات المعارضة لنظام الملالي، وهو ما أكسبها زخما وشعبية أكبر في الدول، عبر تأكيداتها على اتباع الأساليب السلمية لإسقاط نظام الولي الفقيه. كما تصدت الصحف الفرنسية للحملات الإعلامية المضادة التي قامت بها وسائل الإعلام الإيرانية على فرنسا، بسبب رعايتها للمؤتمر الذي حظي بحضور أكثر من 100 ألف إيراني. تهالك النظام الإيراني أفردت صحيفة "لوموند"، السبت الماضي، تقريرا مطولا حول الدور الإيراني في المنطقة العربية، وأشار التقرير إلى تصريحات مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بأن طهران هي المصدر الرئيسي لبث الفرقة والتطرف الديني والإرهاب في أرجاء المنطقة، خاصة في العراق وسورية ولبنان واليمن وفلسطين، مشيرة إلى أن نظام طهران يعيش حالة من الضعف، وغارق في دوامة الأزمات، وبات عرضة للضربات والهزائم أكثر من أي وقت آخر، مؤكدة على أن ردود فعله الهستيرية حيال المؤتمر، تؤكد هذا الواقع، وقالت "هذه الردود تبين أن نظام خامنئي يخشى كثيرا من تضامن وتلاحم الشعب الإيراني ومقاومته مع بلدان وشعوب المنطقة، وقد حان الوقت لاتحاد الجميع، بهدف تخليص المنطقة من شرور التطرف الذي يمثله النظام الإيراني". كما أبرز التقرير، ردود فعل السلطات الإيرانية والصحف الموالية لها في طهران، حيث شنت منذ انعقاد اللقاء السنوي للمعارضة الإيرانية في باريس، هجوما شديدا ضد فرنسا، معتبرة أن باريس استضافت "جماعة إرهابية بائدة ومكروهة"، واستدعت الخارجية الإيرانية سفير فرنسا في طهران لتسليمه رسالة احتجاج بهذا الشأن.
مؤشرات الضعف أكدت صحيفة "لا ليبيغيتي" أن مؤتمر المعارضة الإيرانية يعد مؤشرا قويا على بداية تحرك الشعوب الإيرانية لإسقاط النظام في طهران، والتخلص من الأجهزة البوليسية القمعية التي يحكمها ويتحكم فيها الفساد، وكذلك المظاهرات والاحتجاجات المتكررة في مختلف أرجاء إيران، احتجاجا على القمع والقتل، خاصة بين صفوف الأقليات السنية، إضافة إلى البطالة والكساد الاقتصادي وتدني أحوال المعيشة، كل هؤلاء يتجهون للتخلص من نظام الولي الفقيه الحاكم. وأكد التقرير أن جميع المؤشرات تؤكد قرب نهاية نظام "الملالي"، حيث أصبحت المعارضة أكثر قوة وقدرة على الانتفاض، خاصة في ظل تمتعها بدعم دولي وعربي، في مقابل فشل كبير لمختلف الملفات الحيوية للنظام الحالي، وعلى رأسها الملف النووي، وتراجع الأذرع الإيرانية في مختلف الدول العربية، وهي الملفات التي طالما تغنت بها طهران وبرر من أجلها الإنفاق الكبير على سياساته العدوانية، وفي النهاية فشلت كل المخططات.
مفارقة تاريخية أوردت صحيفة "ليبراسيون"، السبت، تقريرا مطولا نقلا عن صحف أميركية، للكاتب الأميركي مايكل توتان، استعرض خلاله العلاقات الثنائية بين منظمة "مجاهدي خلق" والإدارات الأميركية المتعاقبة، وكذلك استعرض الكاتب خلال التقرير السجل الإجرامي للنظام الإيراني الحالي في حق المعارضين وحق دول الخليج العربي والشرق الأوسط. وذكر توتان أن الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، وضع منظمة "مجاهدي خلق" في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية عام 1997، ومن المفارقات أن زوجته، وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون تولت عام 2012، حذف المنظمة من القائمة. الدور السعودي الإيجابي نشرت صحيفة "لو فيجارو"، تقريرا صحفيا مطولا، حول الدور السعودي في اليمن، مشيرة إلى أنه "إيجابي ومحوري"، حيث وقفت السعودية إلى جانب اليمنيين، وفي عام 2011، تقدمت بالمبادرة الخليجية لإعادة اليمن إلى المسار الصحيح، وفي المقابل قامت طهران، سرا وعلنا، بدعم ميليشيات الحوثيين وتزويدهم بالسلاح، لإشعال نيران الحرب الأهلية داخل اليمن، وللانقضاض على السلطة الشرعية في اليمن، وتنفيذ انقلابهم ودخولهم العاصمة صنعاء واحتلالها بقوة السلاح واستيلائهم على المعسكرات، والقصر الرئاسي، ووضع الرئيس الشرعي المنتخب، عبدربه منصور هادي، وحكومته تحت الإقامة الجبرية، قبل أن يتمكنوا لاحقا من المغادرة إلى عدن، ومنها إلى المملكة، حيث تسلمت الرياض من الرئيس هادي طلبا رسميا بدعم الشرعية عسكريا وماديا وإنسانيا، واستجابت السعودية للطلب، وقامت بتشكيل قوات التحالف العربي تحت قيادتها، وشنت حربا موسعة ضد المتمردين الطامعين في السلطة. دلائل انهيار إيران تزايد عمليات الإعدام تنامي شعبية المعارضة كثرة المظاهرات الاحتجاجية شبهات البرنامج النووي التضييق الدولي المتزايد تدهور العلاقات الدبلوماسية التدخل السالب بدول الجوار