أثارت المسرحيتان اللتان عُرضتا مساء أول من أمس ضمن منافسات نشاط الجنادرية المسرحي كثيرا من التساؤلات حول استخدام الطقوس الدينية في عروض مسرحية "لم يك شيئا" التي قدمتها جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة، وهي من تأليف إبراهيم الحارثي، وإخراج فهد الأسمر، ومسرحية "بدل فاقد"، وهي من تأليف عبدالباقي البخيت، وإخراج راشد الورثان، وإنتاج جمعية الثقافة والفنون بالدمام. انفعالات متشابهة نص مثير للجدل فهو يتناول الصراع الأزلي بين الخير والشر، وبعد العرض علق عليه الناقد علي الغوينم في الجلسة التطبيقية للعمل، وقال "توقفت كثيرا أمام هذا النص لأنه يعطي مساحات هائلة للمخرج للتعامل معه وهناك أكثر من حالة درامية بإمكانها أن تكون ثيمة للمخرج في هذا العرض"، وانتقد إسهاب الممثلين في الحركة وانفعالاتهم المتشابهة، أما الناقد المنذر النغيص تساءل عن سبب استخدام الطقوس الدينية في العرض المسرحي، بينما قال الكاتب محمد السحيمي "إن النص هو مفرق طريق للكاتب إبراهيم الحارثي"، وطرح عددا من التساؤلات أهمها اقتناع الممثلين وفريق العمل بالعرض، وقال منتقدا، حضر برنارد شو عرضا لأحد طلابه كي يقيم العرض فنام طول مدة العرض، فسأله الطالب يا أستاذي أنت لم تشاهد عملي كي تقيمه، فقال برنارد شو لماذا؟ قال الطالب لأنك كنت نائما فرد عليه ذلك هو رأيي، أحد الحضور كان نائما، سيناريو النص إذاعي، مؤكدا أن اخترنا التعبير باللغة العربية الفصحى، فلنلتزم بها ونحترم ذلك. من جانبه، قال مخرج العمل فهد الأسمر أنا مقتنع بالعمل وليس لدي مدرسة محددة، وبالنسبة للضوضاء فالهدف منها جعل التوتر مسيطرا على الكل على الممثل والمشاهد. فلسفة الرقم والفكرة تدور حكاية هذا العرض في مقبرة وموتى وكتاب يؤرخ لكل متوفي، وبعد العرض قدم عبدالعزيز عسيري قراءة فنية عن العرض في الندوة التطبيقية، وقال فلسفة تحيط بهذا العرض وتلاؤم بين المفردة والفكرة، مضيفا أن الممثلين بحاجة لقراءة النص أكثر من مرة حتى ينصهرون في الحالة الدرامية، وعن المقبرة رقم 555 التي استضافت الشخص المميز في العرض، قال العسيري "تطوف فلسفة هذا الرقم حول ثلاثة معان إما أن يكون مقصدها دينيا أو أنها تدور في فلك الآية رقم 55 من سورة المائدة أو أنها ترمي للحركة النازية التي أسسها هتلر" مداخلات فنية وفي المداخلات التي تلت الجلسة النقدية، قال طالب البلوشي استمتعت بالعرض، القصة ليست جديدة، الموسيقى عالية وأدت إلى ارتباك الممثلين بسببها، أما عمر غباش فقال النص كلاسيكي، الإشكالية أن المسرح أصغر من الديكور المرسوم للعرض وعمق المسرح لم يخدم العرض، يوجد تفاوت في أداء الممثلين وارتباك، متسائلا عن حركة نباش القبور في المقدمة وما المعنى من ألوان القبور أخضر وأحمر.