فيما بلغت نسبة الوفيات في المملكة بسبب أمراض القلب 42%، كشف مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين، عن تسجيل ارتفاع ملحوظ في نسب الإصابة بمرض القلب ومضاعفاته عند الرجال دون النساء في مختلف مناطق المملكة. العوامل المتسببة قال شاهين في تصريح إلى "الوطن": "إن هنالك عدة عوامل تلعب دورا مهما في الإصابة بأمراض القلب عند الرجال، منها ارتفاع نسبة الدهون في الدم، والتدخين، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى انعدام ممارسة الرياضة التي تقل بين أفراد المجتمع". وأضاف "أن هناك تقدما كبيرا في عمليات زراعة الأعضاء بالسعودية، خاصة عمليات زراعة القلب التي باتت تشكل السبب الرئيسي للوفاة عند النساء بعد سن الخمسين، والأكثر شيوعا عند الرجال خلال الأعوام السابقة". توفر المتبرعين أشار شاهين إلى أن عدد العمليات الناجحة منذ بداية برنامج زراعة القلب بمركز الأمير سلطان لأمراض القلب في الرياض بلغت 310 عمليات، وأثبت الفريق الطبي نجاح كافة عمليات زراعة القلب في المملكة بالرغم من دقة مثل هذه العمليات، لافتا إلى أن تزايد عدد العمليات يرجع لتوفر المتبرعين المتوفين دماغيا، حيث إن هذه العملية تحتاج لوجود المتبرع وقت إجراء العملية لنقل العضو منه إلى المستقبِل. تاريخ العمليات يوضح مدير مركز الأعضاء أن أول عملية أجريت لزراعة القلب في السعودية كانت عام 1986 في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية، وأن هنالك عمليات استئصال لصمامات قلبية بلغ عددها 17، ليبلغ مجموع القلوب المستأصلة للصمامات القلبية 619 قلبا منذ عام 1991 وحتى نهاية العام الماضي. مضيفا "أن كافة العمليات تجري حاليا في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، وأن مركز الأمير سلطان لأمراض القلب لم يسجل أي عملية منذ نهاية العام الماضي. وتقدر الحالات التي تحتاج إلى عملية زراعة القلب سنويا في المملكة، بين 50 إلى 60 عملية. الصعوبات المواجهة أبان شاهين أن من أهم الصعوبات التي تواجه الطاقم الطبي لإجراء هذا النوع من العمليات المعقدة، هي الصعوبات التقنية المتعلقة بالعمل الجراحي، ودقة إعادة وصل التروية والشرايين، أو بعض العمليات اللوجستية التي لها علاقة بإيجاد العضو واستئصاله، ومن ثم حفظه بالتبريد ونقله لزراعته في وقت قياسي أقل من 6 ساعات بالنسبة للقلب، والرئتين، والبنكرياس، والكبد، مشيرا إلى أنه بالرغم من أهمية تتطابق الأنسجة لزراعة أي عضو جديد في جسم الإنسان، إلا أن تقدم الطب حد من اشتراط إجراء فحوص تطابق الأنسجة أو فحص فصيلة الدم، حيث توجد عقاقير متخصصة يتم إعطاؤها للمريض تتيح له تقبل العضو المزروع في جسمه بنسبة نجاح عالية، ويتم عمل الفحوص فقط للمرضى الذين ليست لديهم قابلية لتناول تلك الأدوية. وأكد شاهين على ضرورة اتباع نمط حياة صحية لتقليل سرعة نشوء اللوحات العصيدية، مما يقلل بالتالي من خطر الإصابة بالأمراض القلبية، بالإضافة إلى إجراء فحوص دورية والتي من شأنها أن تساعد في تبكير اكتشاف المرض والمساعدة في علاجه.