دخل مرضى زراعة الأعضاء قائمة الضحايا الجدد لأنفلونزا الخنازير المتوقع وفاتهم جرى إصابتهم بفيروس H1N1,عقب تحذيرات متخصص في مجال زراعة الأعضاء لكافة المرضى الذين خضعوا لعمليات زراعة الأعضاء الذين قد يتأثروا عن غيرهم بمضاعفات المرض . كشف ذلك الدكتور فيصل شاهين المدير العام للمركز السعودي لزراعة الأعضاء خلال الإرشادات التي أصدرتها جمعية زراعة الأعضاء العالمية (TTS) الخاصة بمعالجة مرضى زراعة الأعضاء المعرضين للإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير الذين يمكن أن يصابوا باختلاطات ومضاعفات المرض أكثر من الأصحاء. وأكد أن الدراسات على الأنفلونزا العادية الموسمية أظهرت استمرار تكاثر الفيروسات عند هؤلاء المرضى حتى مع العلاج بمضادات الفيروسات حيث لا توجد دراسات حالياً عن أنفلونزا الخنازير عند هؤلاء المرضى, مشيراً إلى أن مرضى زراعة الأعضاء يتناولون عادة مثبطات المناعة التي تجعلهم على أهبة الاستعداد لاستمرار الفيروس في التكاثر في أجسادهم دون مقاومة تذكر. وأكد انه يجب الاستمرار بتناول مضادات الفيروس لمدة أطول عند مرضى زراعة الأعضاء عنها عند أقرانهم الأصحاء حتى يثبت المختبر توقف الفيروس عن التكاثر وخاصة عند الذين تمت لهم زراعة رئة وأن على الأطباء متابعة ما يستجد من إرشادات ودراسات خاصة بهؤلاء المرضى حيث بدأ العمل على تلك الدراسات عالمياً . وأضاف الدكتور شاهين أن مضادات الفيروسات المنصوح بها حالياً عند الأصحاء يمكن استخدامها عند مرضى زراعة الأعضاء سواء للعلاج أو للوقاية مع الحاجة إلى إدخالهم المستشفى في حالة العلاج عند ظهور المرض عليهم وذلك من أجل المراقبة الدقيقة وإعطاء الدواء عن طريق الوريد وعزلهم أثناء وجودهم في المستشفى عن بقية المرضى ،لافتاً أن على المرضى الذين تمت زراعة أعضاء لهم المحافظة على الإجراءات العامة للوقاية ومنها تفادي التعرض للمرضى المصابين بالفيروس (H1N1) والقيام بغسل اليدين خاصة بعد السعال أو العطاس على الأيدي وتجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم واستخدام المحارم الورقية في حالة العطاس أو السعال والتخلص منها في سلة المهملات أو استخدام كم القميص في حال عدم وجود المحارم الورقية وذلك لتفادي تلوث الكفين والتقليل من زيارة عيادة زراعة الأعضاء أثناء الوباء لئلا يتعرض المريض للإصابة بالفيروس من مصاب به في غرفة الانتظار. وقال أنه يجب على كل من العاملين في المجال الصحي والمرضى الحصول على اللقاح لكل من الأنفلونزا العادية وأنفلونزا الخنازير في حال توفرهما ، قائلا .نعني هنا للقاح المضعف للعاملين واللقاح غير المنشط للمرضى ، علماً أنه لا يوجد حالياً إرشادات خاصة بتحديد السفر لمرضى زراعة الأعضاء أثناء الوباء وأنه يجب على المقيمين بالمنزل مع مرضى زراعة الأعضاء تلقي الوقاية والعلاج من الانفلونزا العادية وأنفلونزا الخنازير بالأدوية واللقاح. وأوضح أن المرض يشتد أكثر عند الأطفال وهم مصدر كبير للعدوى ويكرر اللقاح لهم حيث أن جرعة واحدة من اللقاح لا تكفي خاصة لمن هم دون التاسعة من العمر الذين لهم الأولوية باللقاح وكذلك النساء الحوامل كما يمكن إعطاء اللقاحات الأخرى الخاصة بالجراثيم المسببة لالتهاب الرئة مع لقاح الانفلونزا . ويفضل إعطاء اللقاح لمرضى زراعة الأعضاء بعد مضي 3-6 أشهر من زراعة الأعضاء ولا يفضل قبل ذلك ، أما أثناء الوباء فلا بد من التأكد من عدم وجود مرض (H1N1) لدى المتبرعين بالأعضاء قبل القيام بعمليات زراعة الأعضاء كما يجب على المرضى المحتاجين تأخير التبرع بالأعضاء أو إلغائه حسبما يراه الأطباء تفادياً لنقل العدوى من المتبرعين إلى المرضى المحتاجين. وكانت وزارة الصحة السعودية قد سجلت نحو 571 عملية زراعة ناجحة نهاية 2007 تمت في المستشفيات الحكومية والأهلية في مختلف المناطق في البلاد، في ظل زيادة تشهدها تلك العمليات ووسط ارتفاع في نسبتها عن العام الذي سبقه. و سجّلت ارتفاعاً في عدد الأعضاء والأنسجة المزروعة لعام 2007 مقارنة بالأعوام السابقة مبيناً أنه تمت زراعة 151 كلية من متوفين دماغياً و220 كلية من متبرعين أحياء أقارب ليصل مجموع زراعة الكلى في 2007 إلى 371 عملية. و تم إجراء 13 عملية زراعة قلب كامل بالإضافة للاستفادة من 52 قلباً كمصدر للصمامات القلبية وبزيادة تعادل 60 في المائة عن عام 2006 و 49 عملية زراعة كبد بالتبرع من متوفين دماغياً وبزيادة قدرها 75 في المائة عن العام الذي سبقه، 28 عملية و37 زراعة جزء من الكبد من الأحياء الأقارب وزراعة 3 رئات و2 بنكرياس. و تمت زراعة القرنيات المستأصلة محلياً والتي وصل عددها إلى 44 وينشط الدعم الحكومي في مجال زراعة الأعضاء انعكس ايجابياً على تطور هذا المجال. أمام ذلك، تقلص عدد المتوجهين لخارج البلاد بغرض زراعة الأعضاء سيقل بشكل كبير بعد أن رفعت السعودية أعداد عمليات الزراعة داخلياً. و أن ما بين 500 و700 شخص يتوجهون سنوياً إلى خارج البلاد لإجراء عمليات زراعة أعضاء في بلدان عربية وآسيوية بمبالغ تتراوح مابين 14 ألف دولار إلى 65 ألف دولار. وبحسبة المتوسط تقريبا لعدد الأشخاص وتكلفة العمليات يصل إجمالي المبالغ التي تصرف على عمليات زراعة الأعضاء إلى نحو 25 مليون دولار إضافة إلى تكاليف السفر والسكن والمعيشة والتي سترفع الرقم إلى أضعاف ذلك. وكشف مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء أن نظام التبرع بالأعضاء من غير الأقارب يخضع في الوقت الراهن إلى وضع اللائحة التنظيمية من قبل المركز السعودي لزراعة الأعضاء وجمعية الأمير فهد بن سلمان، مشيراً إلى أن النظام كبير جداً ويحتوي على قواعد صارمة.