سريعا ردت غزالة خان، التي قُتل ابنها النقيب بالجيش الأميركي، همايون خان، أثناء تأدية خدمته العسكرية في العراق عام 2004، على تهكم المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، الذي سخر من صمتها، وعدم إلقائها كلمة، بعد كلمة زوجها أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي، الخميس الماضي. وقالت في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست "ترامب قال إنه لم يكن لديه شيء ليقوله، وأرد عليه بالقول إن ابني همايون خان، كابتن بالجيش، توفي منذ 12 عاماً في العراق. كان يحب أميركا، حيث انتقلنا عندما كان عمره عامين. وكان قد تطوع لمساعدة بلاده، والاشتراك في تدريب ضباط الاحتياط في جامعة فرجينيا. كان ذلك قبل هجوم 11 سبتمبر 2001، ولم يكن مفروضاً عليه القيام بذلك، لكنه أراد أن يفعل. وعندما أُرسل ابني إلى العراق، كنت وزوجي في أشد القلق بشأن سلامته. فلقد شاهدت حرباً في باكستان عام 1965، عندما كنت مجرَّد طالبة في المدرسة الثانوية. لذلك كنت خائفة جداً. يمكنك أن تضحي بنفسك، ولكن لا يمكنك أن تضحي بأطفالك". إصرار على التضحية أضافت "آخر مرة تحدثت فيها مع ابني كان في "عيد الأم" عام 2004. وقد طلبنا منه أن يتصل بنا هاتفياً كلما تتاح له الفرصة. توسلت إليه أن يكون في مأمن، وأن يبقى بعيداً عن المغامرات وعدم محاولة إثبات أنه بطل، لأنني كنت أعرف أنه سيفعل شيئاً من هذا القبيل. إلا أنه رد علي قائلا "أمي، هؤلاء هم جنودي الذين يمثلون شعبي. فلا بد من أن أعتني بهم". ولكنه وللأسف قُتل في تفجير سيارة خارج بوابات القاعدة العسكرية التي يعمل فيها. لقد توفي أثناء محاولة إنقاذ جنوده والمدنيين الأبرياء. هذا هو ابني همايون، الذي كان يمكن الاعتماد عليه بصفة دائمة. فقد تطوع من قبل بتعليم الأطفال المعوقين في أحد المستشفيات، كيفية السباحة. وقال إنه يريد أن يكونوا أكثر سعادة، كما سعى ليكون محاميا ليساعد الضعفاء". واختتمت خان مقالها بالقول "ابني قدَّم الكثير من التضحيات، والواقع أن ترامب لا يعرف ما تعنيه كلمة تضحية". ممارسة الحقوق ألقى والد الضابط القتيل، خيزر خان، خطاباً أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي، حول نجله، حصل على الإعجاب من الديمقراطيين والجمهوريين معا، عبَّر فيه عن غضبه من ترامب فقال إنه يحتاج إلى أن "يتحلى بالصبر والتسامح مع الانتقادات". وأضاف في تصريحات إعلامية "نحن في العملية السياسية من أعظم الأمم الديمقراطية على كوكب الأرض،" وانتقاده لترامب "جزء من العملية السياسية. وإنني أمارس حقوقي في حرية التعبير". وأخرج خان نسخة من الدستور من جيبه أثناء خطابه، قائلا "إننا جميعا متساوون تحت أعين خالقنا، ثم بدستور هذا البلد" مكايدات سياسية سارع المشرعون الجمهوريون وقدامى المحاربين في التعبير عن غضبهم وقلقهم، إزاء انتقادات ترامب المتكررة لعائلات العسكريين الذين قتلوا في العراق، لكنه رفض التراجع عن انتقاداته. وشكا أنه "هوجم بشراسة" من قبل والدي ضابط مسلم قُتل في العراق. وقاد السيناتور جون ماكين، وهو سجين حرب سابق، حملة ضد ترامب، قائلاً إن ترامب "ليس لديه تفويض غير مقيد لتشويه سمعة أولئك الذين هم أفضل منا". وتُعد منظمة قدامى المحاربين، أقدم وأكبر منظمة في البلاد، وأن ترامب تجاوز الحدود ليصارع غزالة خان، التي قتل ابنها في حرب العراق عام 2004. وقال زعيم المحاربين القدامى، بريان دوفي "انتخابات هذا العام لن تسامح أي شخص يوبِّخ أحد أفراد أسرة "نجمة الأم الذهبية" لممارسة حقه في الكلام أو التعبير". كما تحدث الرئيس باراك أوباما، أيضاً، عن قدامى المحاربين الأميركيين المعوقين في أتلانتا، فقال إنه من الأسر التي فقدت أفراداً من عائلاتها في الخدمة العسكرية، لا يوجد أحد قدم أكثر من أجل حريتنا وأمننا مثل عائلات النجوم الذهبية. وأضاف "لقد قدمت عائلات النجوم الذهبية تضحيات لا يمكننا حتى أن نتخيلها". وسارع الديمقراطيون إلى استغلال تصريحات ترامب كدليل على أنه لا يصلح ليكون قائداً أعلى للجيش.