في إجراء يوضح تزايد أجواء الرعب التي تعيشها ميليشيات الحوثيين الانقلابية، وتوقعها بإعلان المقاومة الشعبية والجيش الوطني معركة استعادة صنعاء، شرعت الجماعة الانقلابية في نشر مئات من خطبائها على منابر المساجد ووسط تجمعات السكان، لمطالبتهم بالوقوف مع السلطة الانقلابية. وقال شهود عيان في منطقة دارس بشمال صنعاء، إن ما يلفت الانتباه في أولئك الخطباء هو أنهم مسلحون، حيث يصعد الواحد منهم إلى المنبر وهو يحمل في يده سلاحه. وأضافوا أنه بمجرد الانتهاء من الصلاة، خصوصا المغرب والعشاء، وقبل انصراف المصلين، يبادر أحد المسلحين إلى اعتلاء المنابر، ويتولى آخرون إغلاق الأبواب من الداخل، لمنع المصلين من المغادرة، قبل انتهاء الخطبة. حيث تتم الدعوة إلى عدم الوقوف مع المقاومة الشعبية، تحت مزاعم باطلة، من ضمنها سعيهم لإحداث فوضى وإشعال الفتن، والالتزام بمساعدة السلطة الانقلابية. تزايد المخاوف قال المركز الإعلامي للمقاومة إن معظم المصلين يبدون سخريتهم من الجماعة التي بات يسيطر عليها الخوف، وبمجرد خروج المسلحين يبدؤون في تبادل الحديث عن ضرورة الانحياز إلى جانب المقاومة الشعبية، والمساعدة في إنهاء الانقلاب. وتابع "الانطباع السائد لدى الجميع هو أن جماعة الحوثي تعيش حالة قلق وخوف كبير، مع اقتراب قوات الشرعية كثيرا من العاصمة، في ظل الخسائر الكبيرة التي تتكبدها الميليشيات يوميا في جبهة نهم والمناطق المحيطة بها، شمال شرق العاصمة. كما تؤكد تلك الإجراءات أن الانقلابيين يشعرون بحالة من عدم الاطمئنان، بسبب انحياز معظم مشايخ القبائل التي تقطن في منطقة الحزام المحيط بصنعاء إلى الشرعية، إضافة إلى الأخبار التي تواترت عن تمكن الجيش الوطني من إدخال المئات من عناصره إلى صنعاء، وبثهم في أوساط المدنيين، حتى يتولوا إشعال انتفاضة داخلية، بمجرد انطلاق القتال". خلافات الانقلابيين تابع المركز بالقول إن الخلافات التي تتزايد يوميا بين الحوثيين وحليفهم المخلوع، علي عبدالله صالح، تسببت في إحداث شرخ كبير بين الجانبين، بسبب مناخ عدم الثقة المتبادل الذي يحكم العلاقة بينهما. مشيرا إلى أن الحوثيين يدركون جيدا أن صالح ليس هو الحليف الذي يمكن الوثوق به، وأنه سيبادر إلى التضحية بهم والنجاة بنفسه، متى ما أتيحت له الفرصة، لذلك لا تعول الميليشيات على القوات الموالية للمخلوع، ولم تسند لها أي مهام مؤثرة في المعركة المتوقعة. وكانت الجماعة المتمردة قد نشرت خلال الفترة الماضية المئات من النقاط الأمنية في مختلف شوارع صنعاء، وشددت إجراءات تفتيش المواطنين، مما تسبب في إيجاد أزمة سير خانقة سببت حالة كبيرة من التذمر وسط المارة.