كشف مراقبون سياسيون لبنانيون أن فشل محاولة الانقلاب في تركيا أصاب بعض الفرقاء اللبنانيين بصدمة، خاصة أولئك الذين تأملوا نجاح المحاولة، لقلب المعادلة السياسية والعسكرية والإستراتيجية في سورية، في ظل دعم حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان للمعارضة السورية ومناهضتها لنظام بشار الأسد المتحالف مع إيران وميليشيا حزب الله. وقال المراقبون إن حزب الله المتورط في الحرب السورية كان يرى في الانقلاب التركي فرصة للإطاحة بخصم قوي لمحور "روسيا - إيران" الداعم للأسد، وإيقاف الإمدادات اللوجستية والعسكرية والدعم السياسي للمعارضة السورية التي يريد هذا الفريق التخلص منها لإنهاء حرب الاستنزاف الجارية هناك، إضافة إلى رغبة هذا المحور في كسر قوة تركيا المتسقة مع الموقف السعودي في العراق وسورية، مما يسمح لحزب الله لاحقا بتنفيذ المخطط الإيراني، وإحكام قبضته على المنطقة. وأوضح المراقبون أن حزب الله رأى خلال الساعات الأولى للانقلاب في تركيا أنه يمكنه عقد تحالف بينه وبين الجيش التركي والحرس الثوري الإيراني وقوات بشار الأسد في حال نجاح الانقلاب لإيقاف كل الإمدادات التركية إلى المعارضة السورية، ثم فتح بوابة سورية الشمالية أمام الجيش التركي لمؤازرة ميليشيات ذلك المحور هناك، مشيرين إلى أن فشل محاولة الانقلاب في تركيا بددت أحلام حزب الله وإيران في التخلص من "عدو شرس ولاعب إقليمي مهم في سورية". وحسب المراقبين فإن فشل الانقلاب أكد على بقاء تركيا على نفوذها في المنطقة ومواصلة دورها في إسقاط نظام الأسد. في هذا السياق، قال المحامي طارق شندب، إن كل المؤشرات تؤكد أن لإيران مصلحة كبيرة في نجاح الانقلاب ضد الرئيس التركي، باعتبارها حليفا للأسد وميليشيات حزب الله التي تقاتل في سورية، لافتا إلى أن طهران ودمشق وحزب الله لم يتوقفوا عن مهاجمة الرئيس إردوغان، وبالتالي كانت لهم مصلحة في نجاح الانقلاب، رغم أنهم لم يأخذوا موقفا علنيا وقت تنفيذه. وأضاف شندب أن موقف حزب الله بعد فشل الانقلاب لم يتغير، باستثناء شعوره بالخيبة، كونه ميليشيا إرهابية لا تتوقف عن مهاجمة تركيا الداعمة لمبادئ الحرية والعدالة، وهذا الأمر لا يناسب الحزب الذي يعتبر جزءا من منظومة إيران الطائفية والداعمة لنظام بشار الأسد.