أعطى السفير الأميركي السابق إلى سورية روبرت فورد صورة متشائمة حول الوضع في سورية، محذراً من التفكك في حال عدم الوصول إلى حل سياسي. ولفت إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد يستخدم سلاح التجويع والاعتماد على «حزب الله» وميلشيات شيعية للتعويض عن النقص في عدد مقاتليه. وقال فورد في محاضرة أمام معهد وودرو ويلسون الأميركي ليل الخميس-الجمعة أن «لا حل في الأفق في سورية» وأن النزاع «سيزداد حدة بدعم إقليمي» خلف ما سماها حرب استنزاف بين نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة. وإذ أعطى فورد الذي استقال منذ أسابيع نقاطاً للنظام للحفاظ على تراصه وخصوصاً في الوسط بين دمشق جنوباً وحلب شمالاً، أكد أن «بنية الدولة السورية تنحل والأسد أكثر اعتماداً اليوم على المقاتلين الأجانب مثل حزب الله وميليشيات عراقية». واعتبر فورد أن «حزب الله» اللبناني كان في «واجهة المعركة في يبرود» وأن إيران وروسيا زادا دعمهما للنظام. وحذر فورد من خطر التفكك، مشيراً إلى أنه «ولو أحرز النظام تقدماً على الحدود مع لبنان فان الجبهة الشمالية أو الشرقية أو الجنوبية ستخلق مشاكل. وهذا الأمر لا ينتهي». ونصح فورد المعارضة السورية بالتواصل مع العلويين، وانتقد ترددها وتأخرها في نبذ مجموعات على صلة بتنظيم «القاعدة» مثل «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، لافتاً إلى أن الطموح الشخصي والمنافسة بين شخصيات المعارضة منذ بداية الأزمة السورية قبل ثلاث سنوات تسببا في انقسام المعارضة. وتحدث فورد عن أسباب صمود الأسد، بالقول إنه استفاد من فشل المعارضة في إقناع العلويين الذين يعتمد عليهم في جيشه في ترك القتال معهم لأنهم «يشعرون أنهم يتعرضون للهجوم. ينظرون إلى عناصر القاعدة وهي الأقوى في صفوف المعارضة ويعتقدون أنهم سيتعرضون للإبادة. هم ليسوا على خطأ في هذه القناعة ولهذا يواصلون القتال إلى جانب الأسد». كما نصح المعارضة العسكرية بضرورة «أن تتأقلم مع المتغيرات في استراتيجية النظام وتركز في شكل أقل على السيطرة على أراض وأكثر على استهداف إمدادات الأسد». وتوقع بقاء الأسد في المدى المنظور، قائلاً: «هناك نوع من الاتحاد داخل قلب النظام لا يتواجد داخل المعارضة على رغم أن النظام بحد ذاته يتآكل»، مضيفاً: «هناك دور أكبر لحزب الله والمليشيات الشيعية العراقية الذين يعوضون النقص في رجال الطائفة العلوية الذين قتلوا إبان الأزمة». وزاد إن الأسد يستخدم سلاح التجويع من أجل تعويض النقص في عدد جنوده الذين لا يستطيعون الدخول إلى المناطق المعنية والسيطرة عليها، مشيراً إلى أن «حزب الله والمليشيات الشيعية تقوم بدور أكبر اليوم بينما يقوم الجيش السوري (النظامي) بدور مساند أو يجلس في ثكناته لأن عناصره من السنة غير الموثوق بهم أو من العلويين الذين خسروا الكثير من رجالهم إبان الأزمة». واستبعد فورد تدخلاً عسكرياً أميركياً، مشيراً إلى أن «الضربات الجوية والطائرات من دون طيار لن تحل المشكلة والمطلوب حل سياسي». وأضاف أن «مصلحة الولاياتالمتحدة تتغير في سورية ففيما لم يكن مكافحة الإرهاب على الطاولة في بداية الثورة فهو موجود اليوم». وفي هذا الصدد، اعتبر أن إيرانوالولاياتالمتحدة «يتشاركان في مهمة مكافحة الإرهاب» وأن طهران «لا يمكن أن تكون سعيدة في تغلغل نظام القاعدة في سورية». في الوقت نفسه، أشار فورد إلى أن الموقف الإيراني هو «شخصي حيال سورية وأكثر تحجراً من الموقف الروسي.» وقال إن واشنطن «لم تجر أي نقاش جدي مع إيران حول سورية». وجاءت تصريحات فورد في وقت توجه خلفه المبعوث الأميركي إلى سورية دانيال روبنستاين في أول جولة إقليمية له ستشمل تركيا والأردن. كما سيزور باريس وحيث ستكون له لقاءات بالمعارضة. وكان فورد قد تولى منصبه في كانون الأول (ديسمبر) 2010، واستدعت واشنطن فورد من دمشق في تشرين الأول (أكتوبر) 2011.