أصبح ارتفاع أسعار الأدوية بشكل كبير في الفترة الأخيرة هاجسا للمرضى، وبشكل يجعل من الصعوبة على ذوي الدخل المحدود شراءها، إذ تجاوز سعر الكورس العلاجي لبعض الأدوية حاجز النصف مليون ريال للمريض الواحد. أدوية مكلفة قال مستشار الإعلام الصحي الصيدلي صبحي الحداد ل"الوطن" إن "هنالك أدوية مكلفة جداً مثل أدوية التهاب الكبد الوبائي من نوع سي، حيث يتجاوز سعر العلبة 100 ألف ريال، وهو يكفي لمدة شهر، وقد يحتاج المريض إلى ثلاث علب على الأقل في الكورس العلاجي، ومنها أدوية "السوفالدي"، ويتجاوز سعر الحبة الواحدة منه ال 1000 دولار، وتحتوي العلبة على 28 حبة، ويحتاج المريض إلى ثلاث علب بسعر يفوق 300 ألف ريال، وقد يحتاج دواء آخر داعما ضد فيروس الكبد الوبائي وهو ريبافيرين وسعره مرتفع أيضاً، حيث يتكلف الكورس العلاجي نصف مليون ريال للمريض الواحد". أدوية مجانية أضاف الحداد أن "المريض يستلم هذه الأدوية مجاناً بعد تشخيص الحالة من قبل الاستشاري المعالج، من المستشفيات الحكومية، سواء التابعة لوزارة الصحة، أو وزارة الدفاع، أو وزارة الحرس الوطني، أو وزارة الداخلية، وكذلك المستشفيات التخصصية والجامعية، في إطار السياسة التي تتبعها الدولة لتوفير العلاج المجاني للمواطنين، وبعض فئات المقيمين، مهما كان سعر الدواء، حيث يتم توفيره عبر مناقصات، أو منافسات، أو بالشراء المباشر في بعض الحالات المعينة، ومن هذه الأدوية الباراسيتامول، والأموكسيسلين، والأتروفاستاتين". إنتاج الأدوية أوضح مستشار الإعلام الصحي أن "معظم الأدوية الحديثة والخاصة بالأمراض المزمنة تكون في العادة مرتفعة الثمن، لأن الشركات الأجنبية الصانعة صرفت الملايين لإيجاد صيغة دوائية جديدة عبر مراكز أبحاثها التي يعمل فيها نخبة من العلماء، وبعض شركات الدواء الكبرى تضع ميزانية للأبحاث تعادل ميزانية دولة، وهي تمتلك براءات الاختراع، ومن ثم تريد تعويض هذه المصاريف عبر تسويق الدواء، أو بيع حقوق تصنيعه". تسعير العقاقير بين الحداد أن "مسؤولية تسعير الأدوية انتقلت في الفترة الأخيرة من وزارة الصحة إلى هيئة الغذاء والدواء التي تحاول تخفيض أسعار الأدوية"، مشيراً إلى أنها نجحت في خفض الكثير من الأدوية والمكملات الغذائية إلى النصف تقريباً مثل أوستيوكير، وفيرجلوبين، وكالترات، وسيسترونج، ودايميكرون ام أر.. وغيرها.. وأضاف أن "معظم الأسعار العالية هي أدوية أجنبية مستوردة، لكن هناك عقاقير محلية ذات أسعار مرتفعة أيضاً، بينما المفترض أن تكون بأسعار مناسبة طالما يتم تعبئتها محلياً"، مشيرا إلى أن أدوية الشركات الدوائية تباع في الصيدليات الأهلية بأسعار أعلى بأضعاف عن الأسعار التي تقدمها تلك الشركات للمنافسات الحكومية. وكشف الحداد أن "بعض الأدوية تباع بنفس السعر رغم أن التركيز مضاعف مثل دواء السكر دايميكرون ام أر أقراص، حيث يباع تركيز 30 ملج وتركيز 60 ملج بنفس السعر 25.60 ريالا".