في جلسة مغلقة، زعمت إيران بدء محاكمة 21 متهما بالاعتداء على مقري البعثة الدبلوماسية السعودية بطهران ومشهد في يناير الماضي، وقالت تقارير إن طهران تعمدت التعتيم في إجراءات المحاكمة، وأشارت عقب الهجوم إلى محاكمة 48 متهما، بينما المحصلة الأخيرة كشفت عن 21 متهما فقط، لم يحضر منهم سوى تسعة. فيما أعلنت وسائل إعلام إيرانية، بدء محاكمة 21 مشتبها بهم في عملية الهجوم على مقري البعثة الدبلوماسية السعودية بطهران ومشهد في يناير الماضي، قالت تقارير إن طهران تعمدت الغموض في إجراءات المحاكمة، لافتة إلى أنها قالت في أعقاب الهجوم إنها ستقوم بمحاكمة 48 شخصا، بينهم 4 شخصيات دينية، غير أن الجلسة جاءت مغلقة، كما أن عدد المتهمين اقتصر على 21 شخصا فقط، حضر منهم الجلسة تسعة، بينما غاب 12 آخرون، لم توضح السلطات أسباب غيابهم وهل هم موقوفون أم هاربون. وكانت المملكة قطعت علاقاتها مع إيران بعد أن هاجم محتجون سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، كما أعلن القضاء الإيراني في أبريل الماضي اعتقال أكثر من 100مشتبه بهم لصلتهم بالهجوم وتوجيه الاتهامات إلى 48 منهم قبل أن يُخلى سبيل الجميع بكفالة. وذكرت وكالة أنباء فارس، أمس، أن تسعة متهمين بالمشاركة في الهجوم على البعثة الدبلوماسية في طهران ومشهد، مثلوا أمام المحكمة في العاصمة أمس، موضحة أن المشتبه بهم يواجهون تهم "الإخلال بالنظام العام وإلحاق أضرار بمباني السفارة"، مشيرة إلى أن 12 متهما آخرين غابوا عن الجلسة. كما أشار تقرير لوكالة أنباء الطلبة "ايسنا" إلى أن محاكمة المتهمين جاءت في جلسة مغلقة لأسباب غير واضحة. تناقض روحاني نقلت الوكالة عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله "المهاجمون باتوا معروفين"، وحث المحاكم على اتخاذ التدابير اللازمة لمحاكمتهم، كون الشعب يريد أن يعرف الحقائق، في إشارة إلى تناقض كلمات روحاني مع ما شهدته المحاكمة أمس، سواء من ناحية إجراءات المحاكمة المغلقة، فضلا عن تغيب أكثر من نصف المتهمين عن الجلسة. ولفتت وسائل إعلام غربية إلى أن الهجمات على السفارات الأجنبية في طهران تكررت على مدى 37 عاما منذ مجيء الخميني، وأنها عقدت سياسات إيران الخارجية طوال هذه الفترة. وقالت إن متظاهرين إيرانيين هاجموا سفارة الولاياتالمتحدة في عام 1979، وسفارة الكويت في 1987، والسعودية في 1988، والدنمرك في 2006، وبريطانيا في 2011، وهي الهجمات التي أدى معظمها لقطع العلاقات الدبلوماسية، مشيرة إلى أنه حتى الآن لم تصدر أحكام بالإدانة على أي من المهاجمين في هذه الحوادث. تسويف ومماطلة يذكر أن القضاء الإيراني كان قد أعلن في 15 يونيو الماضي نية بلاده محاكمة المعتدين على البعثة الدبلوماسية السعودية، وذلك في مسلسل متكرر من التسويف والمماطلة، حيث مرت حوالي ستة أشهر على وقوع الحادثة التي تمت بإشراف عناصر متنفذة في النظام، مقربة من المرشد علي خامنئي. وتناقضت التصريحات الإيرانية حول هوية مقتحمي السفارة مرات عديدة، فبينما أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية عدم وجود أي معتقل بهذه القضية، صرح مسؤولون آخرون أن المعتدين على السفارة في السجن، بينما قال مسؤولون آخرون إن المتورطين يخضعون للتحقيق. وتتستر طهران على هوية مقتحمي السفارة من خلال نشر معلومات تضليلية ومتضاربة حول المتورطين، بسبب صلة هؤلاء الأفراد بجماعات الضغط المقربة من خامنئي، حسبما كشفت مصادر مطلعة، كشفت لموقع "سحام نيوز" المقرب من الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي، هوية مقتحمين آخرين للسفارة وأكدت أنهم ميليشيات تنتمي إلى ما يعرف ب"حزب الله الإيراني"، ومنسوبوها أعضاء في مقرات الباسيج التابعة للحرس الثوري.