في الوقت الذي تشهد فيه معظم مناطق المملكة درجات حرارة مرتفعة، تواصل الأمطار المتوسطة والغزيرة هطولها على عدد من أرجاء منطقة عسير، لتسهم في زيادة إنعاش الأجواء المعتدلة والباردة نسبيا، صانعة عامل جذب سياحي بارز. اعتدال الطقس شهدت مدينة أبها التي اعتادت أن تلتحف الضباب ويعانق جبالها السحاب على مدار العام، هطول أمطار متواصلة خلال الأيام الماضية، صاحبها اعتدال في درجات الحرارة، ما زادها ابتهاجا وترحيبا بضيوفها وزوارها الباحثين عن اعتدال الأجواء والمناظر الطبيعية، لتأبى هذه المدينة الحالمة إلا أن تكون أبهى بما وهبها الله من مقومات الجمال وروعة المكان، ومطلاتها السياحية المرتفعة التي أكسبتها رونقا فريدا خلال تساقط حبيبات البرد مصحوبا بزخات المطر من حين إلى آخر. شلالات الحبلة في متنزهات الحبلة التي تبعد 50 كيلو مترا عن مدينة أبها، تنهمر الأمطار الغزيرة بين حين وآخر، لتشكل بذلك لوحة جمالية عبر شلالاتها المرتفعة، التي يزيد ارتفاعها عن 300 متر تقريبا، ما جذب مئات الأسر والشباب للاستمتاع بتلك الأجواء العليلة وتوثيق مشاهداتهم عبر أجهزتهم الذكية، والتقاط الصور التذكارية مع عائلاتهم تعبيرا عن مشاعرهم وبهجتهم بالمكان. ويمتاز متنزه الحبلة بأرضه المنبسطة ثم الانكسارات الصخرية العميقة، التي يتخللها عربات التلفريك لتصل إلى القرى والمزارع القديمة في سهول تهامة، لتزرع هذه الإطلالة في نفوس الزوار عظمة الخالق في تركيب المكان وروعته. صيف ماطر يبشّر المحلل الجوي والمتابع لحالات الطقس محمد بن مبارك السفري، بصيف ماطر على مرتفعات عسير ومدينة أبها وضواحيها وتستمر لأيام عدة، متوقعا باستمرار وتيرة التكونات الماطرة لأسبوعين قادمين بشكل متفرق حسب ما تشير إليه نماذج الطقس العالمية. وبيّن السفري أن الأجواء ستزداد جمالا، في المرتفعات وخصوصا في مدينة أبها وضواحيها من نهاية يوليو وبداية أغسطس لتنطلق فترة الأمطار الصيفية والأجواء الجميلة، موضحا أن سبب ذلك هو تقدم الفاصل المداري وهو خط مداري وهمي يفصل بين الرياح الجافة والرطبة وتكون فترته من نهاية يوليو وبداية أغسطس لتبدأ الأجواء باستقبال موجة من الأمطار المتتابعة.