جددت دور النشر السورية مطالباتها برفع الإيقاف عنها ومعاودة مشاركتها في معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام مطلع مارس من كل عام في العاصمة الرياض. وكشف ناشرون سوريون "يقيمون خارج سورية" ل"الوطن" عن وجود مساع ومفاوضات مع إدارة المعرض، أملا في عودة مشاركة الناشر السوري لمعرض الرياض الذي غاب عنه منذ عام 2012. مأزق التأشيرات قال الناشر زياد كسارة صاحب ومدير دار سفير: إن إدارة المعرض تبرر الأمر بعدم إمكانية الحصول على تأشيرات للسوريين على الرغم أن المملكة تستضيف عددا كبيرا منهم وتقبل أعدادا سنوية للحج والعمرة وتصدر لهم تأشيرات، ومعلوم أن الناشرين السوريين مشاركون بكل المعارض العربية وفي كل دول الخليج وجدت الآلية المناسبة وطلبات التأشيرات بالطريقة التي تناسبها للسوريين، وقد تقدمنا باقتراحات عدة لحل الأمر، منها أن يتم اعتماد دور النشر التي كانت مشاركة سابقا والمندوبين الحاصلين على تأشيرات سابقة أو الحاصلين على إقامات بدول أخرى. وحول تجاوب معرض الرياض مع محاولات الناشرين السوريين، والسماح بمشاركة 7 دور في الدورة الماضية أوضح كسارة: أن مدير المعرض تفاعل إيجابيا مع كون سبعة ناشرين قد شحنوا كتبهم وأرسلوا مندوبيهم وهم موجودين بواقع الحال فلم يخيب ظنهم وخصص لهم أجنحة شاركوا بها بعد افتتاح المعرض. تعزيز الانفتاح في حقبتي الثمانينات والتسعينات ذاع صيت الدور السورية في تقديمها أعمالا عالمية، وتميزت بدور أسسها ويملكها مبدعون مثل "دار ورد" لصاحب "وليمة لأعشاب البحر" الروائي حيدر حيدر، وعززت تلك الأعمال الانفتاح على آداب اليابان وأميركا الجنوبية وأفريقيا، بواسطة مترجمين، غدوا نجوما عند السعوديين والخليجيين، ويأتي في مقدمتهم شهرة وإبداعا في الترجمة الفلسطيني صالح علماني. كل تلك العوامل أسهمت في دخول دور النشر السورية منافسة شرسة مع دور النشر المصرية واللبنانية. إلى جانب ذلك استضافت سورية دور نشر عربية نشطت فيها أسهمها، أسس بعضها معارضون لنظام صدام حسين خلال حقبتي الثمانينات والتسعينات من أشهرها دار المدى للعراقي فخري كريم. التاريخ المهني للناشر تأثرت دور النشر السورية بالحرب الدائرة في سورية من حيث الخسائر للمستودعات والمكاتب والأصول وانعدام المردود من السوق المحلية وصعوبة تواصل طواقم وكوادر العمل، ما فرض على معظمهم واقع الانحسار والتراجع للحد الأدنى من إمكانية إكمال مسيرة الإنتاج وفرض على البقية الانتقال داخل الوطن أو خارجه لإعادة الهيكلة والتأسيس لمتابعة النشر. فكثير منهم اتجه لتأسيس تراخيص جديدة في الدول العربية أو الأجنبية ليتمكن من الحفاظ على تاريخه المهني وإنتاجه الفكري من الضياع وليتمكن من الاستمرار بالعيش كريما، ومتابعة رسالته وهنا كانت الأسواق الخارجية ومعارض الكتاب ومن أهمها معرض الرياض من دعائم الاستمرار، كونها منافذ تصريف وتسويق مستقرة. زياد كسارة ناشر سوري
مفاوضات لاعتماد كتاب جدة علمت "الوطن" بأن وفدا يضم مجموعة من الناشرين العرب يتهيأ لزيارة السعودية قريبا، للتفاوض مع منظمي معرض جدة الدولي للكتاب، بعد قرار مجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب الشهر الماضي، عدم اعتماد معرض جدة للكتاب في دورته الجديدة ديسمبر 2016، ضمن الجدول المعتمد للمعارض العربية، ما يهدد بتصنيف المعرض تحت صفة "معرض محلي" وتجريده من "التصنيف الدولي". وكان اتحاد الناشرين العرب قد أرجع قراره الذي اتخذه في اجتماعه الأخير بالشارقة في يونيو الماضي إلى توصية لجنة المعارض العربية والدولية بالاتحاد التي رفعها لمجلس الإدارة، بعد جولة مفاوضات طويلة على مدى شهرين مع منظمي المعرض "شركة الحارثي"، لم تسفر عن تحقيق مطالب الاتحاد لصالح الناشرين، وأبرزها تخفيض أسعار إيجار الأجنحة، أو منح أعضاء الاتحاد نسبة خصم معينة.