دخل المرتزقة المأجورون على خط العمليات الإرهابية التي تستهدف المملكة ورجال أمنها ومساجدها ومنشآتها الحيوية، في تحولٍ جديد لخطط تنظيم داعش الإرهابي الذي يعتمد على التأثير المباشر على بعض الشباب من صغار السن وأنصاف المتعلمين والمعتلين نفسيا، للزج بهم في تنفيذ العمليات الإرهابية بعد تطويقهم بالأحزمة الناسفة التي تحولهم إلى أشلاء في ثوان معدودة.
تورط المقيمين المعلومات التي أفصحت عنها وزارة الداخلية، وكشفت خلالها عن هوية الهالكين الذين فجر أحدهم نفسه في حرم مسجد رسول الله، بينما الآخرون فجروا أنفسهم أمام مساجد تزدحم بالمصلين، وأظهرت تورط عدد من الأشخاص، من بينهم 12 مقيما من الجنسية الباكستانية، في الوقوف خلف هذه العمليات الإرهابية المشينة. ويرى مراقبون أن تورط هذا العدد من المقيمين في التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في جدة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية، مؤشر قوي على التحول في خطط التنظيم الجديدة التي تحولت من التأثير الفكري على المستهدفين بتنفيذ العمليات الإرهابية إلى تأجير المرتزقة ممن لديهم استعداد للقيام بمثل هذه الأعمال الإرهابية مقابل المال، حتى وإن كان فيها نهايتهم.
مؤشرات التحول ألمح المراقبون إلى عدد من المؤشرات على هذا التحول، منها أن المتورطين من المقيمين الذين أُعلن عنهم من جنسية واحدة وبأعداد كبيرة، وهذا يستبعد فرضية التأثير الفكري الذي تتنوع فيه الجنسيات، ويرجح فرضية التأثير المادي واستئجار الأجساد من عصابات منظمة، لحمل الأحزمة الناسفة مثلما استأجرتها من قبل لحمل المخدرات وتهريبها إلى المملكة، رغم معرفة المهربين بمصيرهم المحتوم، إلا أن حاجتهم إلى المال جعلتهم يقدمون على ذلك. هذا التحول الجديد يكشف بجلاء قوة الدعم المادي الذي يتلقاه التنظيم الإرهابي من بعض المنظمات والدول الداعمة للإرهاب، من أجل زعزعة الأمن في المملكة واستهداف مقدساتها، فبعد أن وجدت أن خطط التأثير الفكري على الشباب باتت غير مجدية إلا لدى فئة محدودة معظمهم من صغار السن المغرر بهم، لجأت إلى التأجير.