في بلدان العالم يُعتنى بالنوادي الأدبية، بل إن النادي يعتبر رمزا ثقافيا يُزار من شخصيات سياسية وثقافية واجتماعية، والدور الذي تقوم به هذه النوادي دور مهم جدا ولا يخفى على الجميع، وهو يتضح خصوصا في الحراك الثقافي الصادر عنه في نقل الصورة الثقافية للدولة. بعض الناس يتهم نادي تبوك بتهم عدة، منها: المحاباة، والمصالح الشخصية، والقبلية، وغيرها من التهم، فهو حسب قول أحد الكتاب المهاجرين من النادي "مجرد مبنى لا يسمن ثقافيا ولا يغني معرفيا"، ويعبر عنه الآخر بقوله: "ماذا قدم النادي الأدبي للمنطقة غير ندوات أقل ما يقال عنها إنها مضيعة للوقت؛ فالشخصيات المدعوة مجرد "مراسلي صحف" يتحدثون عن إنجازاتهم وبعضهم لم يقرأ بعدَ كتب الدراسة المدرسية أيَّ كتاب!"، ومنهم من قال بسخرية: ''هل بتبوك ناد أدبي؟!''، لكن العجيب حين أردف أحد الشخصيات الثقافية المهمة بتبوك لي قائلا: ''كتّاب النادي الأدبي يستعينون بمنقح يجمل آثار دجاج أقلامهم، وأنا أرفض الاحتكاك مع "شلة" فقيرة ثقافيا تكبل النادي بالقضبان عن مبدعي المنطقة". وهناك عدد كبير من كتّاب المنطقة هاجروا إلى دُور طباعة بدول عربية تحترم عقولهم التي هُمشت من بعضهم، وحتى لا أظلم النادي الأدبي فإني أستغرب "العدد الكبير" من مثقفي المنطقة وكتّابها حين يقومون بعمل صالونات ثقافية خاصة تتفوق على ندوات النادي من حيثُ القامات الثقافية التي تُدعى من السعودية ومصر، وحين أُدعى لهذه الصالونات الثقافية فإني أُلغي أيَّ موعد خاص؛ إذ إن الجلوس مع هؤلاء "المثقفين الحقيقيين" أجمل بكثير من الجلوسِ أمام "مراسل صحفي" أو "متسلق ثقافي مبتذل" يتكلم عن صولاته وجولاته "المضحكة" ويتحدث عن مثقفي المنطقة وكأنه أديب عالمي. نادي تبوك الأدبي أكبر بكثير من أي شخصنة أو تكتل، فالنادي بوابة المنطقة الثقافية. وإني أتذكر أحد المشاهد الدرامية للكاتبة السورية ريم حنا حين قال الممثل "جمال سليمان" في المشهد: "إن الثقافة أصبحت "طبقة" تضاف إلى طبقات المجتمع فتجمع "الجاهل والمثقف والأدباء وأشباه المثقفين" مع بعضهم دون مقومات ثقافية ودون شيء يذكر، وبعبارة أوضح للعامة تجمع هذه الطبقة شخصيات ترتدي ثيابا لا تناسبها". أخيرا، إن النادي الأدبي أسمى بكثير من أمور كهذه تعيق حراك المنطقة الثقافي.