تشغل التحقيقات مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، بشأن استخدامها بريدها الإلكتروني الشخصي أثناء توليها المنصب، اهتمام الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء في ظل السباق الرئاسي الذي تخوضه كلينتون حاليا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، أول من أمس، إن التحقيق الذي تجريه وزارة العدل في الولاياتالمتحدة في هذا الصدد يجري بشكل مستقل تماما عن البيت الأبيض والرئيس باراك أوباما. وقال إرنست إن أوباما والبيت الأبيض ليس لهما "أي علاقة على الإطلاق" بالقرار الذي أعلنته وزيرة العدل لوريتا لينش، أول من أمس، وأكدت فيها أنها ستقبل بما تخلص إليه وزارتها في هذا التحقيق.
تحقيقات إف بي أي أدلت المرشحة عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، أمام محققي مكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي آي" بروايتها في شأن استخدامها بريدها الإلكتروني الشخصي حين كانت وزيرة للخارجية. وقال المتحدث باسم كلينتون، نيك ميريل، إن المرشحة الديمقراطية "مسرورة بالفرصة التي أتيحت لها لمساعدة وزارة العدل بهدف وصول هذا التحقيق إلى خواتيمه"، لافتا إلى أنها أدلت بشهادتها بشكل طوعي، مما يعني أنه لم يتم استدعاؤها من جانب الشرطة. وأضاف "احتراما لعملية التحقيق، لن تدلي كلينتون بتعليق أكثر إسهابا في شأن الاستماع إليها". يأتي ذلك بعد ثلاثة أيام من صدور تقرير لجنة التحقيق في هجوم بنغازي، بعد أن استمر عامين، مكلفا سبعة ملايين دولار.
تراخ شديد رغم أن التقرير الذي طال انتظاره، لم يثبت أدلة معينة ضد وزيرة الخارجية آنذاك، هيلاري كلينتون، فإنه اتهم مسؤولي الإدارة الأميركية بالتراخي الشديد ليلة الهجوم الذي أسفر عن مقتل سفير الولاياتالمتحدة في ليبيا كريستوفر ستيفنز، وأربعة أميركيين آخرين. وعلق رئيس لجنة تحقيق بنغازي، تراي جاودي، على التقرير، قائلا: "المعلومات يجب أن تغير جذريا وجهة نظرك تجاه ما حدث في بنغازي، كما أن هنالك بعض التوصيات التي تم اتباعها حتى يتم التأكد من عدم تكرار حدوث هذا الأمر". وأوضح جاودي أنه لم تصل أي قوات عسكرية إلى بنغازي عقب الحادث، معللا ذلك بقلق المسؤولين حيال ردة فعل الليبيين إذا لم يتم إبلاغهم بوصول قوات أميركية على متن طائرة عسكرية، والتداعيات السلبية المحتملة على المستوى الدبلوماسي.
مقابلات وسجلات كان فريق العمل أجرى 81 مقابلة جديدة وراجع 75 ألف صفحة من السجلات، قبل أن يعلن، الثلاثاء الماضي، نتائج التحقيقات. يذكر أن التحقيق الذي قاده نواب جمهوريون لاقى انتقادات من قبل أعضاء الحزب الديمقراطي الذين اتهموه بتسييس الحادث، خاصة أنه تزامن مع حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ضعف الأمن أضاف التقرير المكون من 800 صفحة أن الإجراءات الأمنية في وزارة الداخلية في بنغازي لم تكن كافية، موضحا أن كلينتون لم تنف شخصيا أي طلبات لإجراءات أمنية إضافية، وأنها أعطت الاهتمام الكافي لليبيا، مستدركا أنه فاتتها فرصة حماية شعبها في أغسطس 2012. وأشار التقرير إلى أن هجمات بنغازي التي وقعت في 2012 كانت أمرا غامضا في حملة كلينتون الانتخابية، لافتا إلى أن الشكوك راودت الجمهوريين بشأن ردها على الهجمات خلال فترة شغلها منصب وزيرة الداخلية، علاوة على استخدامها بريدا إلكترونيا خاصا أثناء توليها منصب الخارجية.