اجتازت المرشحة الرئاسية المحتمَلة في الولاياتالمتحدة، هيلاري كلينتون، كميناً سياسياً نصبه لها النواب الجمهوريون، في وقتٍ انسحب زميلها في الحزب الديمقراطي، لينكولن تشافي، من سباق الوصول إلى البيت الأبيض. وتصدَّت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بهدوءٍ إلى انتقاداتٍ جمهوريةٍ شرسة خلال جلسةٍ في الكونجرس استمرت 11 ساعة أمس الأول وناقشت الهجوم الدامي على قنصلية واشنطن في مدينة بنغازي الليبية في عام 2012. وأسفر الهجوم، الذي يُنسَب على الأرجح إلى متطرفين، عن مقتل السفير و3 من مساعديه. ورفضت هيلاري كلينتون اتهامها بتجاهل تحديثاتٍ أمنية كانت لازمة في ليبيا، واعتبرت أنها لم تضلِّل الرأي العام مُحافِظةً على رباطة جأشها أمام استجوابٍ شرس. ولم تكشف جلسة الاستماع الطويلة عن جديد في «هجوم بنغازي» الذي كان محور 6 تحقيقات أخرى في الكونجرس إلى جانب تحقيق مستقل. وعبَّرت كلينتون (67 عاماً) عن ألمها بعد اتهامها بتجاهل تحديثات أمنية «ربما كانت ساعدت في إنقاذ حياة السفير جيه كريستوفر ستيفنز و3 مواطنين آخرين». وأبلغت لجنة الاستجواب الخاصة التي يقودها الجمهوريون قائلةً «فكَّرت فيما حدث أكثر منكم جميعاً، وجافاني النوم أكثر منكم جميعاً، عصرت ذهني بشأن ما كان يمكن القيام به وما كان ينبغي القيام به». وكان مثولها أمام ما بات يُعرَف ب «لجنة بنغازي» عقبةً حرجةً لها بعدما قدمت أداءً قوياً خلال أول مناظرة بين المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين الأسبوع الماضي. وتجري الانتخابات في نوفمبر من العام المقبل. وأقرَّ بعض الجمهوريين بأن أسلوب الاستجواب العدائي الذي استخدمه المشرعون المنتمون للحزب مع كلينتون لم يجد نفعاً. وعلَّق الخبير الاستراتيجي الجمهوري المقيم في تكساس، جو بريتيل، بالقول «ينسون أن وزيرة الخارجية السابقة تتعامل مع لجان عدائية قبل دخول معظمهم الحقل السياسي». واعترف رئيس «لجنة بنغازي»، النائب تري جاودي، بأن «الإفادة الأخيرة من جانب الوزيرة السابقة لم تختلف كثيراً عن إفاداتها السابقة عن الواقعة». ودافعت كلينتون عن إدارتها للوضع في ليبيا عندما كانت وزيرة للخارجية، ونفت بشدة مزاعم جمهورية بأنها رفضت شخصياً طلبات لتعزيز الأمن هناك. وأبلغت أعضاء اللجنة بأن «الهجمات ينبغي ألا تثبِّط التحرك الأمريكي على مستوى العالم»، مُذكِّرةً ب «التحقيق بالفعل وبشكل مفصل في الواقعة». وفي إشارةٍ غير مباشرة إلى الجدل السياسي الذي أحاط مستجوبيها؛ رأت أن «بلادنا تحتاج إلى قيادة في الداخل تضاهي قيادتنا في الخارج وتضع الأمن القومي قبل السياسة والأيديولوجية». وتُظهِر استطلاعات الرأي تعامل الأمريكيين مع التحقيق في الهجوم بحسب انتماءاتهم الحزبية. وأظهر استطلاع أجرته خدمة «رويترز/إيبسوس» الأسبوع الفائت اعتبار 35% من المشاركين معظم الجلسات الخاصة ببنغازي أو كلها مشروعة. وبلغت نسبة التأييد للجلسات 67% بين الجمهوريين و%16.5 بين الديمقراطيين، فيما بلغت %39.6 بين المستقلين. واستغرق تحقيق اللجنة في الهجمات على مُجمَّع البعثة الأمريكية في شرق ليبيا 17 شهراً. ووصل عدد المستجوَبين إلى 51. إلى ذلك؛ حصلت كلينتون على تأييدٍ من نقابةٍ عماليةٍ بارزةٍ تضم أكثر من 1.6 مليون عضو لمسعاها نحو الفوز بترشُّح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية. والتأييد الذي تلقَّته المرشحة البارزة من اتحاد موظفي الولايات والمقاطعات والبلديات، يعطيها دفعة في جهودها لكسب ود الحركة العمالية. في الوقت نفسه؛ انسحب حاكم ولاية رود آيلاند السابق، لينكولن تشافي، من سباق المرشحين الديمقراطيين الراغبين في الوصول إلى البيت الأبيض خلفاً لباراك أوباما. وأعلن تشافي الذي تذيَّل قائمة مرشحي الحزب انسحابه في كلمةٍ ألقاها أمام منتدى للقيادات النسائية في واشنطن. وخاطب الحاضرين قائلاً «بعد تفكيرٍ مستفيض؛ قررت اليوم إنهاء حملتي للرئاسة»، داعياً حكام بلاده إلى الكفِّ عن التورط في حروب في الخارج، وهي القضية التي تصدرت حملته الانتخابية. وانخفض هذا الأسبوع عدد الساعين للفوز بترشيح «الديمقراطي» لخوض الاستحقاق الرئاسي. وكان السيناتور السابق عن فرجينيا، جيم ويب، انسحب الثلاثاء الماضي. كما أعلن نائب الرئيس، جو بايدن، الأربعاء أنه لن يخوض السباق بعد عدة شهور من التردد. وأزال انسحابه عقبة محتملة أمام وزيرة الخارجية السابقة التي تتصدر حالياً سباق مرشحي حزبها.