أصدر أدبي أبها عن مؤسسة الانتشار العربي 2016 المجموعة الشعرية الكاملة للدكتور زاهر بن عواض الألمعي، وتقع في 460 صفحة، من القطع الوسط، واحتوت المجموعة على 164 قصيدة 40 منها تحت عناوين منها: "الألمعيات"، و20 "على دروب الجهاد"، 23 "من نفحات الصبا"، و20 "نزيفُ الشُّهداءِ"، و44 في "أسمارُ الوَطنِ"، 10 قصائد "مراثي"، و7 قصائد لم تنشر من قبل في ديوان أو كتاب، تناولت القصائد مواضيع ومواقف حياتية متنوعة كوصف الأمكنة، والأشخاص، والوجدانيات، والقصائد الوطنية والقومية والمناسباتية والرثاء. وفي مقدمة مجموعته قال زاهر الألمعي: (الأحاسيس والمشاعر هي التي تدفعني لقول الشعر، عندما تجِدُ مُناسبة، أو يظهرُ حدثٌ تاريَخيّ يستحق الإشادة به). وفي التقديم قال عبدالعزيز الرفاعي: (إن "زاهر" صاحب شعرٍ خطابي، وطرق عددا من الأبواب، عدا شعر المناسبات: شعر الوصف والرثاء والعتب الرقيق، وقد يعرج على الوجدانيات، ولمحات عابرة في العاطفة هنا وهناك، وقد نجد في شعره أطيافاً من المتنبي وشوقي مثلا.) يكشف زاهر الألمعي للقارئ بصوره الشعرية العاطفية والوجدانية الواضحة عن ذاته المحبة للحسن والجمال في كل أشكاله، ويقول أحمد بن محمد الشامي: (هناك شعر فتوة وعنفوان، وفيه غَزَلٌ وتشبيبٌ، لكن العالم المفسر الشاعر زاهر الألمعي قد كتمه لسبب ما). ومما جاء في قصائده "ديوان الصبا" نلاحظ تركيزه على الوصف المادي: (عيون المها – الحسن في عينيك – خدودك ورد – وجيدك ِجيد الريم – "عسيرية" في لحظها – "ألمعية" يُزَيِّنُها طُهرٌ- تذكرت أيام الصبا – شوق الحبيب – أنت عمري - ملكت فؤادي – يا زهرة الربيع - يتشظَّى قلبي هياما – أنا حر والحر يهوى). ومن قصيدة "لابسات الوشاح" يأخذ "زاهر الألمعي قارئه إلى طقوس عشق صوفية حقيقية، وفي بدء القصيدة عبر بريد الهوى يكشف بعض سمات المحبوب، (الخدود الملاح - سهم الحسان – أطياف "ليلاي"). "بَريدُ الهوى في الخُدودِ المِلاح فَفِيها الدَّلالُ وفيها المِزاح ومِنها اكتسى الوردُ ألوانَه وأَرَّجَ بالنَشرِ تلك البِطاح تَمُرُّ الخيالاتُ في خاطري فأرنو إلى لابساتِ الوِشاح وطيفُ الغواني نَدِيُّ الشّذا وسَهمُ الحِسانِ عَميقُ الجِراح وأَطيافُ "ليلاي" تَرتادُني بِسحرٍ مِن الأمنياتِ الفِساح تُداعبُني في الكَرى والخَيال تُعاودُني في المسا والصَّباح إذا ابتَسمَت مِن وَراءِ الحِجاب رأيتَ الثَّنايا كزَهرِ الأَقاح" مكانته ومحيطه يجعلانه يخفي شعره الغزلي تجلى ذلك بقوله: "لولا الحياءُ لَصُغتُ فيكِ بدائعًا كالدُّرِّ؛ نظمًا ساحرَ الأنغامِ".