في الوقت الذي تجتمع فيه الأسرة حول مائدة الإفطار يوميا خلال رمضان قبيل أذان المغرب، هناك رجال يستعدون للانطلاق تلبية لنجدة مصاب أو أي حالة طارئة، لا يعرفون طعم الإفطار على المائدة، دائما موائدهم متنقلة معهم في سيارة الإسعاف، لكنها لا تحتوي إلا على بضع تمرات وماء فقط. حادث المغرب "الوطن" زارت مركز الهلال الأحمر بالعروبة في الرياض قبيل أذان المغرب، والذي تتمركز فيه فرقة مكونة من ثلاثة مسعفين وطبيب بوجود سيارتي إسعاف وفرقة استجابة متقدمة، حينها كانت سفرة الإفطار معدة والكل ينتظر الأذان، لكن بلاغا عن وجود حادث مروري غير مجرى الأحداث وانتقل الجميع لمباشرة الحادث حاملين معهم بضع تمرات وأكواب مياه. الصحيفة رافقت الفرقة الإسعافية إلى الحادث يرافقها المتحدث الرسمي للهلال الأحمر بمنطقة الرياض عبدالله المريبيض، حيث تمت مباشرته في أقل من 10 دقائق من وقت البلاغ، وبعد إجراء بعض الإسعافات الطبية للمصابين في الموقع تم نقلهم إلى المستشفى. وعند العودة إلى المركز لم تمض دقائق حتى تلقى بلاغا آخر يفيد بوجود انخفاض السكر لمسنة، وعلى الفور باشرت الفرقة البلاغ في وقت وجيز لم يتجاوز سبع دقائق. استعداد أوضح المسعف فهد البقعاوي أن وقت تواجدهم في المركز يكونون على أهبة الاستعداد للنجدة، ومضى يقول: "في أي لحظة يوجه لنا النداء نحن مستعدون لمباشرة الحادثة". وعن مدى تعاون المستشفيات، أشار إلى أنه مازال ينقص بعض منسوبي المستشفيات الثقة في أفراد الهلال الأحمر. حالات حرجة بين المسعف فارس بن حمود الرويس أن ما يعانيه رجال الهلال الأحمر عند مباشرة الحوادث هو التجمهر، مما يعيق عمل فرق الهلال الأحمر أو سرعة الوصول إلى موقع الحادث. وعن أصعب المواقف التي تواجههم أثناء الحادثة، قال "هو إعلان الوفاة في الموقع بوجود ذوي الحالة"، وأضاف الرويس "كثير من أفراد الهلال الأحمر ينالون شهادات شكر من المستشفيات الحكومية والأهلية نظراً لإنقاذ حالات حرجة". تحدّ دائم أوضح مدير الإدارة العامة للهلال الأحمر بمنطقة الرياض مازن الغامدي أن رجال الهلال الأحمر تجدهم في جهاد مستمر مع الوقت للوصول في أقصر وقت لإسعاف مصاب أو مريض وفي جهاد لإنقاذ حياة المرضى والمصابين، وتجدهم في جميع الأوقات يسارعون لتلبية نداء الواجب. وأضاف "تقديم الخدمات الطبية الإسعافية في مرحلة ما قبل المستشفى في موقع المريض أو المصاب يجعل رجال الإسعاف على المحك في تحدّ دائم، وتجد الفرحة تترسم على وجوههم عندما ينهون واجبهم بإنقاذ حياة بإذن الله. كل حالة إسعافية تمر عليهم هي عبارة عن درس جديد يتدارسونه ويستفيدون منه. وتابع "واجبهم لا ينتهي مع إنقاذ حالة إسعافية بل الاستعداد لحالة أخرى تناديهم بعدها".