يواجه دواعش ليبيا هزائم متلاحقة منذ انطلاق العملية العسكرية التي أطلقتها حكومة الوفاق بعنوان "البنيان المرصوص". وتمكنت القوات التابعة للحكومة الليبية من السيطرة على عدد من المواقع الإستراتيجية في مدينة "سرت"، ولم يبق لمسلحي داعش سوى جزء صغير في مركز المدينة التي كانت تمثل معقلاً للتنظيم في ليبيا. وأوضحت صحيفة "الأوبزيرفر" البريطانية، أنه بعد السيطرة على المطار الأسبوع الماضي والميناء البحري الجمعة الماضي، باتت قوات حكومة الوحدة الوطنية، التي تحظى بدعم الأممالمتحدة، تقاتل للسيطرة على مجمع مركز "واجادوجو" للمؤتمرات. وأضافت الصحيفة أن وحدات من مصراته أجبرت مسلحي تنظيم داعش على التراجع لأكثر من 100 ميل الأسبوع الماضي، وتمكنت هذه الوحدات من دخول مدينة سرت نفسها، بعد أن فقدت في المعارك 105 قتلى وأكثر من 500 جريح. وأوضحت أن القائد العسكري في طبرق، خليفة حفتر، منع قواته من المشاركة في معركة سرت، وأن كثيراً من الليبيين يتساءلون عن مرحلة ما بعد القضاء على تنظيم داعش، وسط مخاوف من أن تصبح هزيمة الدواعش فاتحة لتجدد الأعمال العدائية بين قوات شرق ليبيا وغربها. تفجيرات انتحارية بدأ مقاتلو داعش يلجؤون إلى التفجيرات واستهداف المنازل والمستشفيات بعد إدراكهم صعوبة المواجهة مع قوات عملية "البنيان المرصوص". وفي هذا السياق، قال مصدر أمني إن مفجرا انتحاريا قتل ليلة أول من أمس، ثلاثة وأصاب سبعة في مستشفى ميداني للقوات التي تقاتل تنظيم داعش في معقلهم بمدينة سرت الليبية. وقال المصدر إن التفجير أحدث أضرارا كبيرة في المستشفى الواقع على بعد 50 كيلومترا من خط الجبهة، مضيفا أن محاولتي تفجير انتحاريتين أخريين ضد القوات المتمركزة خارج وسط مدينة سرت لم تتسببا في سقوط ضحايا. وحققت الكتائب المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأممالمتحدة تقدما سريعا الشهر الماضي، ودخلت سرت قبل أيام وتخوض حرب شوارع ضد الدواعش وتستهدفهم أيضا بغارات جوية، رغم أن الكتائب نفسها، وهي مكونة في الأساس من مقاتلين من مدينة مصراته غرب البلاد، تواجه تفجيرات انتحارية وقناصة وألغاما.