وصفت منظمات عالمية وعربية أوضاع السكان في مدينة سرت الخاضعة لداعش، بالصعبة، في ظل ما تنشره عناصر التنظيم على مواقعها من صور وفيديوهات لتنفيذ أحكام الإعدام والتعذيب وإصدار قرارات للعمل بها داخل المدينة. ونقل تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" عن عشرات المدنيين قولهم إن الأوضاع داخل سرت لا تحتمل تحت حكم تنظيم داعش، مع زيادة تنفيذ أحكام الإعدام والذبح في الساحات العامة على مرأى ومسمع الجميع. بدورها، أصدرت الأممالمتحدة، الأسبوع الماضي، تقريرا حذرت فيه من زيادة نفوذ تنظيم داعش في البلاد، مشيرة إلى أن التنظيم يبحث عن بدائل خارج سورية والعراق، عادا ليبيا ملاذا لعناصره. وقدرت الأممالمتحدة أعداد مقاتلي التنظيم ما بين 5 آلاف إلى 6 آلاف مقاتل معظمهم من الأجانب. يشار إلى أن مدينة سرت تحولت خلال العام الماضي إلى مستعمرة تدار بنشاط واضح، إذا أقام التنظيم المحاكم والشرطة والمنابر الإعلامية التابعة له لنشر أفكاره مع تنامي تأثير التنظيم داخلها. معارك محتدمة بينما ذكرت مصادر رسمية في وقت سابق أن القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني حققت "مكاسب كبيرة" في معاركها لاستعادة السيطرة على وسط مدينة سرت من أيدي مسلحي داعش، احتدم القتال أمس في المدينة، حيث استخدمت القوات الحكومية الدبابات وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة في محاولة لاستكمال تقدمها في المدينة الخاضعة لسيطرة المتطرفين. ودارت الاشتباكات بين الجانبين على بعد نحو كيلومترين من مركز واغادوغو بوسط المدينة الساحلية الواقعة على بعد نحو 450 كلم شرق العاصمة طرابلس. وحسب شهود عيان، تستخدم القوات الحكومية الدبابات التي تطلق قذائفها باتجاه مواقع متقدمة لتنظيم داعش في المدينة، والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، بينما تخوض مجموعات منها مواجهات مباشرة مع عناصر التنظيم بين المنازل. إلى ذلك، أكدت مصادر ميدانية أن التنظيم المتطرف يعتمد على القناصة وتفخيخ السيارات في محاولة لمنع تقدم القوات الحكومية. وعلى طول الطريق بين مدخل سرت الغربي ووسط المدينة، تنتشر عشرات المدافع والسيارات رباعية الدفع التي تحمل راجمات الصواريخ ومضادات الطائرات وعلى متنها عناصر من قوات حكومة الوفاق. وقال مقاتل تابع للقوات الحكومية -مفضلا عدم الكشف عن اسمه-: "الحرب كانت في البداية بالطائرات والمدفعية، والآن أصبحت حرب شوارع، ونقاتلهم بين المنازل، ولن نتراجع حتى نقضي عليهم". تقدم عسكري كانت قوات حكومة الوفاق الليبية أعلنت تقدمها في عمليتها العسكرية "البنيان المرصوص" لتحرير مدينة سرت، باستعادة مناطق من قبضة تنظيم داعش، منها قاعدة القرضابية الجوية ومعسكرات أخرى قرب المدينة، إضافة إلى تحرير بلدات بن جواد والنوفلية وأبو هادي. وأعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، الإثنين الماضي، تشكيل غرفة عمليات تحرير مصراتة - سرت لقيادة العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في منطقة صبراتة التي تقع على بعد نحو 75 كلم غرب العاصمة الليبية طرابلس. يذكر أن القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية أطلقت منتصف مايو الماضي عملية عسكرية واسعة تحت مسمّى "البنيان المرصوص" ضد تمدد تنظيم داعش المسلح في مدينة سرت الساحلية مسقط رأس معمر القذافي. ولم تكتف "البنيان المرصوص" بالحرب البرية، بل اعتمدت أيضا على عمليات بحرية، وذلك باستخدام الزوارق والجرافات، وعلى متنها أسلحة ثقيلة، قبالة شواطئ المدينة لمنع هروب عناصر التنظيم بحرا، كما شنت طائرات سلاح الجو الليبي غارات على أهداف لعناصر التنظيم في محيط المدينة.