ما إن يحل شهر رمضان، حتى يستذكر أهالي أبها وزوارها، سوق أبها الرمضاني الشهير، والذي أصبح ظاهرة اقتصادية وروحانية بارزة في مدينة الضباب. عدسة "الوطن" تجولت في "مشهد أبها" حيث ينتعش السوق الرمضاني المعروف ب"سوق السمبوسة" في اللهجة الدراجة على ألسنة الأهالي. وما إن تدلف إلى السوق حتى يستقبلك باعة الأشجار العطرية كالريحان وغيره، بأجود ما لديهم من نباتات، ومعروضات، يفوح أريجها الطيب في الأرجاء كافة. مأكولات بلدية يجتهد باعة الأطعمة والمأكولات الشعبية والرمضانية، في استقطاب المتسوقين لبيع أشهي الأطعمة، والمشروبات، والتي يعد الكثير منها من الوجبات الأساسية والرئيسية على المائدة الرمضانية للأسر في أبها. فيما ينتشر باعة "السمبوسة" و"الحلبة"، و"خبز الميفا" أو ما يعرف ب"خبز التنور" والشربة، والسمن البلدي، والبيض البلدي، وغيرها من الأكلات التي تباع كالحنيذ، والحلويات، والمعجنات التي تُعد في المنازل. ملتقى رمضاني بعيداً عن كل ما يعرض من أصناف الطعام والشراب، يجد المرتادون للسوق ما هو أهم من ذلك، حيث يُعد السوق ملتقى رمضاني مميز يجد المتسوق فيه الكثير من الأهل والأصدقاء، ويتبادلون فيه الأحاديث الودية، في مشهد روحاني مُبهر. ويحرص كبار السن على وجه الخصوص على زيارة السوق، بشكل شبه يومي، حيث تروي نظراتهم المتأملة، وخطواتهم المتأنية، سر عشقهم لتلك الملتقيات، فهي أشبه ما تكون بحلقة وصل تعيد لهم شريط الذكريات إلى الزمن الماضي، وكيف كان الحال في رمضان، وما أصبح عليه الآن من يسر وخير ونعيم، وألسنتهم تلهج داعية لله تعالى بأن يديم على بلادنا ما تنعم به من أمن وخير ورخاء. تجهيز السوق بين مدير عام الرخص والرقابة الشاملة في أمانة عسير المهندس عبدالعزيز الرمثي أنه يفد إلى السوق يومياً قرابة 5000 زائر، للتسوق من 133 بسطة تم إتاحتها بعد إجراء قرعة للمستثمرين، موضحاً أن الأولوية تكون لفئات مثل كبار السن والنساء من الأسر المنتجة وذوي الاحتياجات الخاصة. وقال إنه قد جرى تنسيق مبكر مع إدارة مرور عسير والجهات المعنية للاستعداد وحل أي مصاعب. متابعة مستمرة أوضح مدير الرقابة والمشرف على السوق المهندس عبدالعزيز القحطاني أن هناك اشتراطات تفرضها الأمانة على الراغبين في البيع ومن أهمها الالتزام بالزي المحدد والاشتراطات الصحية والفحص الطبي، مؤكدا أن هناك 4 مراقبين يقومون بجولات مستمرة فالسوق إضافة إلى أن هذا العام شهد ولأول مره عمل مراقبتين من النساء تابعين للأمانة يقمن بتفقد المحلات التي تبيع فيها النساء مراعاة لخصوصيتهن. وأضاف بأن بعض المطاعم قد تعد الأطعمة في مطاعم خارج السوق ثم تحضر للسوق وتباع فيه، وبالتالي نرسل مراقبين إلى تلك المواقع لتفقدها والتأكد من مدى التزام العاملين فيها بالاشتراطات الصحية.