تبدأ القوات المسلحة البولندية، اليوم، أكبر وأضخم مناورات عسكرية في تاريخها الحديث، وهي في الوقت نفسه تهيئ الأوضاع لنشر عناصر الدرع الصاروخية الأميركية على الأراضي البولندية، وفقا لمراقبين. وقالت وزارة الدفاع في وارسو إن مناورات" Anakonda-16" لقوات حلف شمال الأطلسي في البلاد تعد أكبر تدريبات في تاريخ بولندا، مشيرة إلى أنها ستشهد رقما قياسيا من حيث عدد الدول والعسكريين المشاركين فيها، مؤكدة أن الجزء العملي منها سيبدأ اليوم. وأوضحت الوزارة أن نحو 31 ألف عسكري من 24 دولة، بينهم 12 ألفا من بولندا، و10 آلاف من الولاياتالمتحدة، إضافة إلى ألف جندي بريطاني، سيشاركون في هذه المناورات التي ستجرى في جميع حقول الرماية البولندية. وحسب مصادر مطلعة، ستشارك نحو ثلاثة آلاف آلية عسكرية، من ضمنها دبابات وناقلات جنود مدرعة، وأكثر من 100 طائرة ومروحية، إضافة إلى 12 سفينة حربية. وأوضحت الدفاع البولندية أن الهدف من هذه التدريبات هو تعزيز تعاون الوحدات والقيادات التحالفية والوطنية في إطار عملية دفاعية موحدة في ظروف ظهور تهديدات مختلطة. الاستجابة السريعة من المقرر أن تشمل المناورات فعالية بعنوان "الاستجابة السريعة"، يتم خلالها نقل عسكريين من ولاية ساوث كارولينا الأميركية إلى أوروبا، ومن المفترض أن يتم إنزالهم، في حقول رماية بولندية، لينفذوا مهامهم في الأراضي البولندية والدول المجاورة. وتزامنا مع التدريبات، ستجرى مناورتان، تهدف الأولى إلى إتقان عمل خاص بنقل المعدات العسكرية والأفراد عبر ألمانيا وبولندا إلى دول بحر البلطيق ورومانيا وبلغاريا. أما الثانية فتهدف إلى تحسين عمل إنزال مشاة البحرية على الشواطئ البولندية. ومعروف أن الولاياتالمتحدة قامت في مايو الماضي بنشر عناصر من الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا على الأراضي الرومانية وسط احتجاجات روسية وتحذيرات من جانب موسكو بالرد على هذه الخطوة، غير أن واشنطن أكدت أن الدرع ليست موجهة إلى روسيا. 15 دولة كانت قيادة القوات الجوية الأميركية أعلنت، مطلع يونيو الجاري، أن قاذفات B-52 القادرة على حمل القنابل النووية ستشارك في التدريبات البحرية، والبرية، المزمع إجراؤهما بالقرب من الحدود الشمالية الغربية لروسيا. وأفادت مصادر غربية بأن اثنتين من ثلاث قاذفات من طراز B-52 هبطتا في قاعدة "فيرفورد" الجوية البريطانية، الخميس الماضي، وانضمت في ما بعد إليهما القاذفة الثالثة من النوع نفسه.