في محاولة لإنعاش الاقتصاد وإنقاذ تونس من وضعها السياسي الراهن، أعلن الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي أخيرا، مقترحا جديدا بتشكيل حكومة وحدة وطنية، عبر بدء مفاوضات مع ممثلي الاتحاد العام التونسي للشغل، ومنظمة الأعراف "الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية" من بين الرباعي الحاصل على جائزة نوبل للسلام، وأيضا الائتلاف الرباعي الحاكم حاليا وممثلين لأحزاب المعارضة. وأوضح الباجي قايد السبسي، أن هذا المقترح يأتي عقب متابعة الأحداث الوطنية التي استدعت ذلك، خاصة أن الانتقادات حاليا أكثر من مظاهر الاستحسان للوضع القائم في البلاد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا عبر فشل السياسات القائمة حاليا والبحث عن "بديل يتجه لخطوات جريئة". وأكد الرئيس التونسي أن اتحاد الشغل يحظى بنفوذ كبير في البلاد ومن المهم أن يكون ضمن المشاركين في تشكيل حكومة وحدة وطنية مع منظمة الأعراف، وذلك لإتمام ملفات القضاء على الإرهاب والفساد وتحقيق التشغيل وإيلاء أهمية أكبر للشباب وترسيخ الديمقراطية، موضحا أن "توسيع قاعدة المشاركين في الحكومة سوف يخفض من الضغط والانتقادات الموجهة للحكومة وسيجعل جميع الأطراف المشاركة منخرطة ومتضامنة في مسار الحكم". أداء متوسط للحكومة وحول أداء الحكومة الحالية بعد عام ونصف العام من تشكيلها، قال الرئيس التونسي، إن أداءها جاء متوسطا وكان يمكن أن يتقدم أكثر، مشيرا إلى أن حكومة الحبيب الصيد قامت بواجبها حسب ما هو متاح من إمكانات وحققت بعض التقدم في معالجة الملفات المطروحة. وأضاف أن الحكومة واجهت نقصا في عائدات الموارد الأساسية قدرت ب"5 مليارات دينار"، كما تراجع إنتاج الغاز والنفط والذي لا يغطي سوى 55 % من الاحتياجات الوطنية مقابل 93 % سابقا، وكذلك تضررت عائدات القطاع السياحي جراء العمليات الإرهابية وتداعيات الوضع في الجارة ليبيا، خاصة أن مقاومة الإرهاب على الحدود كلفت تونس 4 مليارات دولار. وأشار السبسي إلى أن الحكومة الحالية لم تصارح الشعب التونسي بحقيقة الأوضاع الاقتصادية، واصفا ذلك بالخطأ الذي تسبب في توجيه انتقادات للحكومة، مضيفا أن ما عطل التسلسل الديمقراطي هو عدم التقيد بضوابط ممارسة حرية التعبير وأسلوب بعض أطراف المعارضة. الغنوشي يستبعد المقترح فيما دعا رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الاتحاد العام التونسي للشغل وسيلتقي خلال الأيام القادمة الأمين العام للمنظمة الشغيلة حسين العباسي للتشاور معه، أكد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، أن تغيير رئيس الحكومة الحالية الحبيب الصيد "غير مطروح ومستبعد رغم الصعوبات التي تمر بها حكومته"، مشيرا إلى دعم حزبه له ولحكومته، معتبرين أن أولويات المرحلة القادمة "اقتصادية اجتماعية تنموية وليست سياسية". ودعا الغنوشي حكومة الحبيب الصيد إلى التّرفيع في نسق الإصلاحات الاقتصادية الضرورية وبعث المشاريع الكبرى في الجهات الداخلية لتحقيق الحركية الاقتصادية وتنشيط الاقتصاد التونسي. ومن جانبه، انتقد القيادي في حزب حراك تونس الإرادة برئاسة الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، عدنان منصر، مبادرة الرئيس السبسي بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وقال إن مقترحه يعني "أنقذونا لكن بشروطنا"، وهو أمر صعب التنفيذ.