فيما تحقق وزارة الصحة ممثلة في إدارتها للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، في ضلوع مستوصفات ومراكز في المتاجرة بتصوير الجنين بمختلف وسائل التقنية الحديثة، بهدف احتفاظ العائلات بها للذكرى، أكد معظم الخبراء على عدم استخدام الموجات الصوتية ذات الأبعاد الثلاثية أو الرباعية في التصوير دون أسباب طبية. الإفصاح عن الأسماء قال المتحدث الرسمي للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية أسعد سعود ل"الوطن"، إن "الإفصاح عن موقف الوزارة من المستشفيات أو المراكز التي تصور الأجنة بأهداف تجارية، وما إذا كان ما تقوم به مخالفة من عدمه مرهون بالإفصاح عن أسماء هذه الجهات، كي يتم اتخاذ الإجراء اللازم، والتعليق بالرد المناسب". عروض وتخفيضات بعض المراكز الطبية والمستوصفات لم تقم بتعريض حياة الأجنة للخطر، بتصويرها ببعض أنواع التقنيات والأشعة فقط، ولكن جعلت من ذلك سوقا لكسب المال، ووضعت مميزات وعروضا في حال الرغبة بتصوير الأُسَر أجنّتها وهي في طور التكوين، أو في مراحل نشأتها الأولى، بينما خفضت الأسعار في مواسم محددة تكون فيها مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو للأجنة ب99 ريالا بدلا من قيمتها الحقيقية التي تصل إلى 500 ريال. استنزاف مادي قال الأستاذ المساعد بكلية الطب في جامعة الدمام، واستشاري أطفال حديثي الولادة بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، الدكتور حاتم التركستاني ل"الوطن"، إن "تصوير الجنين بشتى أنواع الأشعة للذكرى، استنزاف مادي، في ظل عدم تمكن بعض الأهالي من توفير قيمة الولادة لدى المستشفيات الخاصة. وأوضح أنه "لا يوجد اختلاف بين أنواع الأشعة المستخدمة في تصوير الأجنة، إذ تستخدم لهذا الغرض تقنيات حديثة ومتطورة"، مشيرا إلى أن التصوير ثنائي الأبعاد يؤدي الغرض بنسبة 100%، لكن البعض يفضل التصوير الثلاثي والرباعي الأبعاد لعدة مميزات". الفحص بالموجات فوق الصوتية ذكرت عضو مجلس الشورى، أستاذ مشارك واستشارية أمراض النساء والتوليد، الدكتورة منى آل مشيط ل"الوطن"، أن "الفحص بالموجات فوق الصوتية يجرى للحوامل عادة من 3 إلى 4 مرات في الحمل الطبيعي، لتأكيد الحمل ونبض القلب، إضافة إلى تحديد كل من عمر الحمل وموقع المشيمة بالنسبة لعنق الرحم، وعدد الأجنة، واكتشاف العيوب الخلقية، ونوع الجنين والسائل الأمنيوسي حول الجنين"، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات شائعة الاستعمال في عيادات النساء والتوليد منذ 30 عاما. أضرار التصوير كشفت آل مشيط أن "الدراسات لم تثبت حتى الآن وجود أدلة قوية تؤكد حدوث ضرر فعلي على الأجنة من جراء الفحص بالموجات فوق الصوتية، كما أن المؤتمرات الطبية ما زالت توصي باستخدام الفحص بالموجات الصوتية لجميع الحوامل خلال المراحل الثلاث من الحمل بشكل مستمر، لأنها تشخّص الحالات مبكرا، وتنقذ حياة الأم والجنين"، مشيرة إلى أنها أنقذت حياة كثير من الأمهات نتيجة اكتشاف التوائم على سبيل المثال، وتحديد وضع المشيمة المتقدمة، وكمية السائل الأمنيوسي حول الجنين. آثار جانبية أوضحت آل مشيط أن "الأبحاث الطبية لم تتوصل إلى أي آثار جانبية لاستخدام الموجات الصوتية ذات الأبعاد الثلاثية أو الرباعية، كما لم تثبت أية صلة بين التصوير بالموجات ما فوق الصوتية ووزن الطفل عند الولادة، أو سرطان الأطفال، أو مشاكل النظر والسمع، أو عسر القراءة، ورغم ذلك، يؤكد معظم الخبراء على عدم إجراء هذا التصوير دون أسباب طبية واضحة.