يتطلع صانعو السيارات إلى مستقبل معتمد على التكنولوجيا بحيث لا يتطلب التنقل من مكان لآخر إلى تملك سيارة خاصة. قالت شركتا تويوتا وفولكس فاجن -أحد أكبر الشركات المصنعة للسيارات- لصحيفة نيويورك تايمز أمس، إنهما زادتا من استثماراتهما في الشركات التكنولوجية الناشئة، حيث إنهم يعملون على تغيير طريقة السفر باستخدام السيارات. وأوضحت تويوتا أنها كونت شراكة مع أوبر واستثمرت فيها بمبلغ لم يتم التصريح عنه. وقيل إن جيت Gett -أحد أشهر التطبيقات في أوروبا- إنهم يعملون مع فولكس واجن، حيث إن شركة تصنيع السيارات استثمرت بمبلغ 300 مليون دولار في هذه الشركة الناشئة. عقدت هذه الشراكات العمل على الدمج ما بين شركات التكنولوجيا وشركات تصنيع السيارات التقليدية التي تحاول جاهدة أن تسترجع مكانتها السابقة، فهم منذ عقود يتبعون نفس طريقة تصنيع السيارات، ولكن بحجم وقوة أكبر لتعزيز نجاحها. والذي وقف في طريقهم هم الشركات الناشئة، مثل أوبر وليفت، وكذلك الشركات التكنولوجية مثل جوجل وتيسلا، التي اجتهدت في تطوير السيارات التي تدعم نظام القيادة الذاتية، إضافة إلى بعض السيارات الكهربائية وخدمات نقل الركاب. وفضل البعض في المدن الأميركية ألا يتملكوا سيارات خاصة بهم، وإنما يعتمدون على خدمات النقل المقدمة من بعض التطبيقات كأوبر Uber، أو زيبكار Zipcar. وفي نهاية الأمر، ستكون السيارات التي تدعم نظام القيادة الذاتية واقعا. استثمرت جينرال موترز في ليفت Lyft في يناير الماضي بمبلغ 500 مليون دولار، مركزة على تطوير شبكات السيارات الذاتية. وقبيل بضعة أسابيع وافقت شركة فيات كرايسلر وجوجل على إنتاج شاحنات صغيرة تدعم القيادة الذاتية التي ستكون تحت التجربة. وبدأ كل من بي إم دبليو BMW ومرسيديس بينز في خدمات نقل الركاب. وكذلك شركة أبل تعمل على مشروعها الخاص للسيارات، حيث وضحت في الشهر الجاري أنها استثمرت مليار دولار في شركة ديدي تشوكنج، شركة صينية منافسة لشركة أوبر. لكن هذا التوسع العالمي يتطلب مبلغا كبيرا كرأسمال له. لذلك استطاعت شركات مثل أوبر أن تستفيد من شراكاتها مع مستثمرين ضخام، حيث إن بشراكتها مع تويوتا حصدت كثيرا من الميزات الأخرى غير المال. والآن لديها خطط لتوسيع برنامج تمويلها للسيارات مع تويوتا.