ينصح الخبراء منذ سنوات طويلة بتناول الخضروات وتجنب الدهون، ولكن هذه النصيحة تغيرت بعد أن خلصت دراسات إلى أن الدهون ليست مُضرة، ونصحوا بتناول كثير من البروتين غير الحيواني، حتى لو بكميات بسيطة. أوضح تقرير نشرته وكالة بلومبرج للأنباء أن "المفهوم الأساسي لعادات الأكل الصحية تغيرت قليلا عن عهد الأجداد، ورغم أن النصيحة التقليدية هي تناول العديد من الأطعمة، وحافظ على وزنك المثالي، وتجنب كثرة الملح والسكر والكحول، إلا أن في التفاصيل الدقيقة ما زالت محل نقاش بين مختصي الغذاء، والعلماء يغيرون نصائحهم من وقت لآخر". وأضاف أن "استطلاع أميركي تم إجراؤه عام 2012، أقر فيه قرابة نصف المشتركين بأن دفع الضرائب أسهل عليهم من معرفة ما هي عادات الأكل الصحية، وعللوا ذلك بأن علم التغذية ما زال حديثا وغير موثوق فيه". وأوضح التقرير أن "الحكومة الأميركية أحدثت تغييرات في نصائحها في بداية العام الحالي من جهتين: الأولى تجاهل نصيحتها السابقة باتباع نظام غذائي صارم للكوليسترول، فكتب الخبراء في توجيهاتهم أن النظام الغذائي الصحي يقلل من اللحوم الحمراء، حيث ثبت ارتباطها بمعدلات الوفيات الناتجة عن أمراض السرطان والقلب، وبعد اعتراضات قوية من مسؤولي مصانع اللحم، تم تجاهل هذا التحذير، وخففوا من الأمر ونصحوا الرجال والمراهقين بأن يقللوا من البروتين وذلك بتقليل استهلاكهم للحوم والدواجن والبيض". وأشار إلى أن "الأطباء ربطوا معدلات الكوليسترول العالية في الدم بأمراض القلب منذ وقت طويل، ولكن الجسم هو من يفرز هذه المادة بنفسه، فاستنتج الباحثون أن مستويات الدم لدى الأفراد الصحيين لن تتأثر كثيرا رغم استهلاكهم للأطعمة عالية الكوليسترول كالبيض والمحّار". وأوضح التقرير أن "التوجيهات الخاصة بالدهون تغيرت، حيث بدأ أخصائيو التغذية بتمييز ما بين الدهون المتحولة السيئة الموجودة في الدهون الصناعية، والدهون المشبعة السيئة في اللحوم الحمراء والحليب الكامل الدسم، والدهون غير المشبعة الجيدة في زيت الزيتون والمكسرات"، مشيرا إلى أن التوجيهات الأميركية الجديدة تحث على تجنب الدهون المتحولة والتقليل من الدهون المشبعة بمعدل 10 % فقط من السعرات الحرارية اليومية. ويرى بعض أخصائي التغذية أن على الولاياتالمتحدة الأميركية أن تبسط هذه التوصيات حتى تكون مفيدة وموثوقة، ليقفوا في صف واحد مع منظمة الصحة العالمية لتقديم النصائح الغذائية.