أكد عدد من حملة الدكتوراه السعوديين المتقدمين للالتحاق بالعمل الأكاديمي في الجامعات السعودية، أن الكفاءة لا تعني التنازل عن أبناء الوطن في توظيف الكوادر الأكاديمية في الجامعات السعودية، موضحين خلال أحاديثهم أمس إلى "الوطن"، بأن التشدد ب"الكفاءة" في تعيين أعضاء هيئة التدريس، ما هو إلا تبرير في غير موضعه لاستقدام الجامعات لتلك الأعداد الكبيرة من المتعاقدين، وعدم تعيين أبناء الوطن الذين أنفقت عليهم حكومة خادم الحرمين الشريفين، مليارات الريالات ليسهموا في العملية الأكاديمية في الجامعات. اختبار المتقدم أوصى الدكتور بادي بن خلف الشكرة - دكتوراه في المناهج العامة وتقنيات التعليم والاتصال من جامعة الملك سعود -، لإثبات كفاءة المؤهلين السعوديين أن تقوم الجامعات بإجراء الاختبارات اللازمة للمتقدمين السعوديين، وإن لم تتوافر في بعض المتقدمين الكفاءة عندها تعذر في عدم تعيينهم.
مستويات عادية قالت الدكتورة لطيفة العنزي - تخصص تاريخ -، إذا قرأنا السير الذاتية لبعض المتعاقدين في بعض الجامعات نجد أن مستوياتهم عادية جدا، ولا نلاحظ أن لديهم تلك الكفاءة العالية التي تبرر وجود تلك الأعداد الكبيرة منهم بالجامعات.
تطبيق الضوابط أبان الدكتور محمد حلبي - دكتوراه في العلوم الطبية الحيوية من جامعة ملايا في كوالالمبور -، أن تعيين المواطنين في الجامعات لا يعني أن تتنازل الجامعات عن الكفاءة، بل إنه ينبغي أن تطبق على كل من يتقدم للعمل فيها كافة الضوابط التي تضمن جودة المدخلات فيها، ومضى يقول "نرى الجامعات تتشدد مع طلبات التوظيف للسعوديين وتضع أمامهم العوائق والعراقيل، في حين أن تعيين المتعاقدين يكون بأيسر الطرق دون مزيد من التشدد والبحث عن الكفاءة العالية، بل لا يمر تعيينهم بدهاليز المجالس واللجان في الجامعات".
عقود مؤقتة اقترح الدكتور سعد الشمراني، ضمانا لحصول الجامعات على الكفاءة المطلوبة أن يتم إبرام عقود مؤقتة مع الراغبين من حملة الدكتوراه السعوديين لتجربتهم بالعمل في الجامعات لمدة عام دراسي على سبيل المثال، وأردف "فإن لم يثبتوا الكفاءة فمن حق الجامعات رفض تعيينهم"، مبينا أن أعداد المتعاقدين الذي يعملون بالجامعات السعودية نحو 31 ألف عضو هيئة تدريس، وعدد حملة الدكتوراه المواطنين الراغبين العمل بالجامعات لن يصل إلى 200 أستاذ، ومضى يقول "مما يؤكد أن ذلك لا يتنافى مع بقاء المتميز من المتعاقدين إن سلّمنا أن هناك عددا كبيرا منهم من ذوي الأداء والتفوق العلمي النادر، مع العلم أن التعليمات والتوجيهات السامية تؤكد على ضرورة توطين جميع الوظائف الحكومية، والفقرة الثالثة من المادة الرابعة من لائحة توظيف غير السعوديين في الجامعات تنص على أنه لا يتم تعيين متعاقد على الوظيفة إذا توافر مواطن مؤهل لشغلها".
غير بارزين أشارت الدكتورة نوف العازمي - إدارة تربوية - إلى أن المتعاقدين الذين تتعاقد معهم الجامعات على حساب المواطنين لم نسمع أن أحدا منهم قد حصل على جوائز عالمية، أو كان بارزا على مستوى العالم في الجوانب الأكاديمية، بل إن الواقع يثبت أن الأساتذة المواطنين تميزوا بأداء علمي راق ينافس على المستوى العالمي، وقد ثبت عدم صلاحية بعض المتعاقدين في عدد من الجامعات لأسباب عدة، منها تدني مستوى الأداء، وقد تم إدراج عدد منهم فيما يسمى بالقوائم السوداء وتم نشر ذلك في وسائل الإعلام في حينه.