تسببت خسارة حزب العدالة والتنمية التركي، للأغلبية المطلقة، خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت في يونيو الماضي، في بروز عدد من المشكلات داخل صفوف الحزب الذي ظل موحدا على الدوام، ورغم تحقيق رئيس الوزراء التركي المستقيل، أحمد داود أوغلو، نجاحا كبيرا في انتخابات نوفمبر الماضي، إلا أن ذلك لم يشفع له أمام إردوغان الذي اختار صديقه وذارعه اليمنى، ابن علي يلدرم ليقود الحزب في المرحلة المقبلة، وبحسب قانون الحزب، فإن رئيسه يتولى تلقائيا منصب رئيس الوزراء. ويشير الكاتب الصحفي محمود عثمان إلى أن إردوغان بعد انتخابه رئيسا للجمهورية، كانت أصعب الملفات اختيار خليفته في قيادة الحزب ورئاسة الحكومة، لا سيما أنه منذ تأسيس حزب العدالة والتنمية وحتى تاريخ استقالة أوغلو، لم تظهر على السطح أي أزمة سياسية تتعلق بزعامة الحزب، إذ تم انتخاب إردوغان زعيما للحزب أربع مرات متتالية، دون منازع، أو ظهور خلاف أو منافسة مع شخصية أخرى. وأوضح عثمان أن إردوغان لديه شروط أساسية يجب توافرها في الرئيس الجديد للحزب والحكومة، وهي أن يكون محل ثقة لا يرقى إليها الشك، وأن يعمل بصمت دون ظهور إعلامي مكثف، وأن يركز جهده على إقرار الدستور الجديد الذي يؤمن الانتقال إلى النظام الجمهوري، وألا يتهاون في تصفية الكيان الموازي، إذ يعدّها إردوغان حرب وجود مصيرية. في المقابل، هناك من يرى أن التحدي الرئيسي الذي سيواجه رئيس الحكومة الجديد، يتمثل في القدرة على التعايش مع صلاحيات واسعة للرئيس، مقابل سلطات هامشية لرئيس الوزراء، بمعنى معايشة النظام الرئاسي حتى قبل إقراره دستوريا. وطبقا للمراقبين السياسيين، فإنه مع أن أوغلو حاول التكيف مع هذا الوضع، إلا أنه فشل في النهاية. القمة الإنسانية إلى ذلك، تعقد الإثنين والثلاثاء المقبلين في إسطنبول، القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني، والتي أسهمت منظمة التعاون الإسلامي بفعالية في التحضير لها، ومن المتوقع أن يتم خلالها الإعلان عن إجراءات والتزامات ملموسة لإنهاء الصراعات والتخفيف من المعاناة، والحد من المخاطر. وسيلقى الأمين العام للمنظمة، إياد مدني، كلمة في الجلسة الافتتاحية، وفي المائدة المستديرة للقادة حول وضع حد للنزاعات، كما سيتحدث في جلستين خاصتين بشأن التمويل الإسلامي الاجتماعي والعمل الإقليمي لمواجهة التحديات العالمية، علاوة على رعاية المنظمة اثنتين من الفعاليات الجانبية، واحدة بالشراكة مع جمعية الهلال الأحمر التركي، والثانية مع المنتدى الإنساني. وأوضح الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية بالمنظمة، السفير هشام يوسف، أن الأمانة العامة أسهمت بفعالية في التحضير للقمة، وشاركت في رئاسة المشاورات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي عقدت في الأردن في الفترة من 3-5 مارس 2015، كما شاركت في المشاورات الإقليمية لوسط وجنوب آسيا في طاجيكستان خلال الفترة من 28-30 يوليو 2015، على اعتبار أن المنظمة عضو في المجموعة التوجيهية الإقليمية لكلتا المنطقتين".