أعلنت شركة أرامكو السعودية في وقت سابق أن الشركة الوطنية العملاقة في المراحل الأخيرة لإعداد الطرح الأولي التي ستعرضها على مجلسها الأعلى قريبا. وقال الرئيس التنفيذي لأرامكو، أمين الناصر، إن لدى أرامكو فريقا ضخما يعكف على مقترحات لطرح عام أولي لأقل من 5 % من قيمة الشركة، ومن بين المقترحات إدراج محلي منفرد وإدراج مزدوج بالسوق الأجنبية. وحول ذلك قال المستشار المالي محمد الشميمري ل"الوطن" إن القيمة السوقية لأرامكو السعودية تقدر بتريليوني دولار، وقد تصل إلى ثلاثة تريليونات دولار. الصندوق السيادي يتوقع أن يتم طرح 5 % من "أرامكو" والمقرر خلال 2017، حيث تقدر قيمة الطرح ب106 مليارات دولار. وأشار الشميمري إلى أن ملكية أرامكو ستكون لصندوق الاستثمارات العامة، وستكون محصلة الطرح لهذا الصندوق، وبذلك يكون الصندوق أكبر صندوق سيادي في العالم باستطاعته من خلال محصلته طرح أرامكو، وكذلك من خلال الأصول الحالية تنويع مصادر الدخل والاستثمار وشراء أكبر الشركات في العالم.
الطرح المزدوج الطرح المزدوج في البورصة السعودية وبورصات عالمية لشركة أرامكو سيعطي فرصة لتغطية هذا الطرح الكبير التاريخي الذي سيجلب رؤوس أموال صناديق سيادية لدول أخرى، وستكون هناك تغطية كبيرة لصناديق حكومية وخاصة وعامة لهذا الطرح، وأوضح الشميمري أن هذا الطرح سيكون ذا عائد اقتصادي مهم للمملكة، وسيقلل من المشاكل الاقتصادية التي أهمها الاعتماد على النفط وكذلك بالبطالة وعجز الميزانية.
الأسواق العالمية المستشار الاقتصادي الدكتور عبدالله باعشن قال ل"الوطن" إن عملية التقييم لتأثير هذا الطرح على الأسواق العالمية ترتبط بالقيمة السوقية لأرامكو، وإذا كان بالأرقام المتحدث عنها سيكون أكبر طرح تشهده الأسواق العالمية، ونسبة 5 % كذلك هي بمعايير الأسواق العالمية تعتبر من أكبر الطروحات، موضحا أن أسواق المنطقة لن تستوعب هذا الحجم من الطرح، وبناء عليه تم فتح المشاركة للأسواق العالمية التي يوجد لديها حجم سيولة عالية تستطيع من خلالها استيعاب مثل هذه الطروحات. موضحا أن انعكاس المشاركة للأسواق العالمية سيرفع من شفافية السوق السعودي ويعجل من عملية التحاق السوق المحلي بالأسواق العالمية من ناحية المعايير، لأن المستثمرين الخارجيين يتعاملون مع الأسواق وفقا لمعايير معينة وليس وفقا لعملية المضاربة غير المحسوبة، كما أنه سيدخل الاقتصاد السعودي ورؤية 2030 إلى الاقتصادات العالمية بوجود وحدة اقتصادية يتم تداولها في الأسواق العالمية كبورصة نيويورك ولندن وسنغافورة. وأشار باعشن إلى أن هذا الطرح يعتبر مغريا للأسواق العالمية، وذلك لما لدى الصناديق السيادية العالمية والشركات العالمية من مقدرة مالية في الوقت الحاضر، إضافة إلى الخبرة في التعامل مع تلك الطروحات وكيفية الاستفادة منها، كما أن الاستثمار في هذا النوع من الطروحات يعتبر ذا جدوى اقتصادية ومالية عالية.