لم تمنع أنظمة وتعاميم وزارة التعليم التي صدرت في الأعوام الماضية بعض قادة المدارس بشكل عام ومدارس البنات بشكل خاص، الاستجابة للتحذيرات من المبالغة والإسراف في حفلات التخرج التي تنفذها نهاية العام، واتجهت الوزارة إلى تصعيد تحذيرها ومنعت بشكل نهائي إقامة أي حفل تخرج بأي مدرسة، واعتبرت تخصيص حفلات للتخرج من المحظور، فيما دعت مديريها في المناطق والمحافظات التعليمية إلى تتبع تلك المدارس واستقبال الشكاوى ضدها، ومعاقبة قادة المدارس المخالفين بالإجراءات المناسبة. تكاليف مالية أكد المتحدث الرسمي لوزارة التعليم مبارك العصيمي في تصريح إلى "الوطن" أن حظر حفلات التخرج بالمدارس يشمل جميع المدارس الحكومية والأهلية والأجنبية ورياض الأطفال. وأضاف أن المنع جاء لما يترتب على تلك الحفلات من تكاليف مالية وعينية تخالف تعليمات الوزارة، مشيرا إلى أن الوزارة منحت المدارس صلاحية الاحتفال بالمتخرجين "بنين، وبنات" وتكريم المتفوقين منهم ومعلميهم، ضمن حفل ختام الأنشطة المقررة في خطط النشاط المدرسي وأثناء الدوام الرسمي.
أولياء أمور مكرهون رصدت "الوطن" خلال الأسبوعين الجاري والماضي، إقامة بعض المدارس الحكومية والأهلية احتفالات لتخرج الطلاب والطالبات، وبرزت بشكل خاص في مدارس البنات، فيما ترتب على تلك الحفلات أعباء مالية على أسر الطالبات، إذ تضطر الطالبات إلى البحث عن مشالح وقبعات التخرج، إضافة إلى قيام بعضهن إلى كتابة أسمائهن على تلك المشالح كموضة جديدة، فيما طالبت مدارس مبالغ مالية لحضور حفل التخرج النهائي. وأبدى عدد من أولياء الأمور استياءهم من تلك الحفلات، مؤكدين أنها ترهق الكاهل، خاصة لبعض الأسر ذات الدخل المحدود أو من أفرادها الملتحقين بالمدارس كثير. وعن وصول رسائل مباشرة من إدارات المدارس إلى أبنائهم بإحضار مستلزمات خاصة للحفل، بينوا أن الأمر لا يحتاج لرسائل أو توجيهات مباشرة، فبمجرد إعلان حفل تخرج، وأن للطالبات على وجه الخصوص الحرية بالحضور بالمشالح والقبعات، تقع الطالبة في حرج أمام زميلاتها، مما يجعل رب الأسرة يخضع لتأمين احتياجات ابنه أو ابنته لعدم إيقاعهما في حرج أمام زملائهما. وأوضحوا أن عباءة التخرج للطالبة تصل ل400 ريال، فيما تتم طباعة اسم الطالبة على المشالح ما بين 40 - 50 ريالا، في أحد الأماكن المخصصة لذلك.
التعاميم السابقة تحذيرية شددت وزارة التعليم خلال السنوات الماضية، على جميع المدارس بعدم المبالغة والإسراف في حفلات التخرج والعمل على تقليص النفقات وقصر البرنامج على الفترة الصباحية ودمجه ضمن برامج الأنشطة الطلابية. وعممت على المدارس جملة من التوصيات منعت على ضوئها تكليف الطلاب والطالبات بإحضار المشالح والعباءات غالية الثمن للتخرج، أو دفع رسوم بالشكل الذي يثقل كاهل أولياء الأمور. وأوصت الوزارة بتنفيذ حفلات التخرج تحت إشراف الإرشاد الطلابي بالمدارس، وضرورة المحافظة على أمن وسلامة الطالبات والطلاب وتسخير مواهبهم وإبداعاتهم في مثل هذه المناسبات مع ضرورة التقيد بالزي الرسمي دون أي مبالغة، ومنع تبادل الهدايا الشخصية بين منسوبي المدرسة.