يلجأ بعض الشباب إلى عمليات التجميل لأسباب مختلفة، بعضها واقعي والبعض الآخر مفتعل، ولكن الغريب أن تلجأ فئة منهم إلى تغيير نفخ الشفاه للحصول على مظهر أفضل، وذلك في ظل انتشار مقاطع فيديو تسويقية لتلك العمليات في مواقع التواصل الاجتماعي. غياب الثقة قال الصيدلي المختص بالحقن التجميلية يحيى صلاح الدين ل"الوطن" إن "إجراء العمليات التجميلية خاصة نفخ الشفاه لم تشكل ظاهرة تستدعي الوقوف عليها، وانتشارها ما زال محدودا، وأسباب غالبها تعود إلى غياب الثقة في النفس، إضافة إلى دوافع نفسية أخرى". وأضاف أن "نفخ الشفاه يتم عن طريق حقن مادة كل 6 أشهر، وتكلف العملية الواحدة ما بين ألفي ريال حتى 5 الآف ريال"، مشيرا إلى أن تلك العمليات ليس لها أي أضرار صحية. أسعار مرتفعة أوضح مصدر ل"الوطن" أنه "في الآونة الأخيرة شهد عالم التجميل زيادة في إقبال الرجال على عمليات التجميل، رغم أسعارها المرتفعة، ومن هذا العمليات حقن الفيلر، والبوتكس، والبلازما، حيث يتم تعديل الأنف بحقن الفيلر، وتكلف الحقنة الواحدة 1500 ريال، فيما تكلف حقن البلازما التي تتم عبر 4 جلسات 4800 ريال، فيما تكلف نفخ شفاه الشباب عن طريق حقن البوتكس ما بين 1300 إلى 2000 ريال". وبين أن "هناك عددا من الشباب يلجؤون إلى زراعة الشعر، والشارب، والعوارض، وتتراوح تكلفة هذه العمليات بين 10 آلاف ريال و20 ألف ريال، وتقسم كل عملية على عدة جلسات". اختلال أخلاقي أبان الأخصائي الاجتماعي سليمان البطاح ل"الوطن" أن "سبب سعي بعض الشباب لتلك العمليات اختلال في التنشئة الاجتماعية، وغياب الرقيب الأسري، والشباب الذي يسعى لهذه الجراحات يكونون غالبا من أسرة حبل التواصل بين أفرادها منقطع، وذلك قد يؤدي إلى حدوث سلوكيات غير سوية، وربما أسوأ من ذلك". وأوضح أن "من مسببات الاختلال الأخلاقي منح الحرية المطلقة للأبناء، وضعف التوجيه الاجتماعي، خاصة في الأسر المفككة، ولجوء البعض إلى تلك العمليات ليست فكرة تأتي في عمر معين، بل هي نتاج للتنشئة غير الصحيحة، وتربية الخادمات، وتخلي الأب والأم عن المسؤوليات التربوية". وأشار البطاح إلى أن "انتشار عمليات التجميل بين الشباب يولد عن مشكلات نفسية أخرى قد تتطور في المستقبل"، مطالبا بتفعيل دور المؤسسات التعليمية والجامعية، ووسائل الإعلام والمساجد.للحد من انتشارها في المجتمع. ويرى الأخصائي الاجتماعي أن "على الجهات المختصة مواجهة هذه الظاهرة، بدراساتها، والخروج بقرارات وقوانين تضبطها".