كررت إيران قبل أيام، على لسان نائب قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، تهديداتها بأنها ستغلق مضيق "هرمز" أمام سفن الولاياتالمتحدة وحلفائها، وذلك على خلفية مشروع قرار طرحه النائب الجمهوري ورئيس اللجنة الفرعية للقدرات البحرية والدفاعية في مجلس النواب الأميركي، رندي فوربس، يتضمن التأكيد على تسمية الخليج العربي، مطالبا حكومته بالتصدي لتصرفات إيران في هذا المنفذ المائي المهم. وحسب التقارير، فقد قدمت إيران على ضوء هذا القرار، مذكرة احتجاج لسفارة سويسرا في طهران، كونها راعية للمصالح الأميركية هناك، دانت فيها ما وصفته ب"لهجة التدخل الأميركي في إيران". في هذا السياق، قال نائب رئيس المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان في لندن، طه الياسين، إن التصريحات الإيرانية بعيدة تماما عن الواقعية، لأنها لا تستطيع الإقدام على هذه الخطوة في جميع الأحوال، لا سيما أن أكثر من 40% من النفط والغاز المنقول بحرا هو من منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد من دول الخليج العربي والعراق، ولهذا لن تسمح الدول العظمى ومنها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا لأحد بأن يتلاعب في مصيرها الاقتصادي، مؤكدا أن إقدام طهران على إغلاق المضيق سيثير سخط المجتمع الدولي عليها، لأن اقتصاد دول العالم سيتضرر بشدة إذا توقفت واردات النفط عبر الخليج العربي. مضيق دولي أضاف الياسين أنه ليس لإيران الحق في إغلاق المضيق أو منع الملاحة في الخليج العربي، كما تزعم، لافتا في نفس الوقت إلى أن إغلاق المضيق أو تعطيل نقل النفط من خلاله قد يؤدي إلى رفع أسعار النفط ارتفاعا كبيرا، ويتسبب هذا الارتفاع بضغوط هائلة على الاقتصاد العالمي، وسيلحق خسائر باهظة بكثير من الدول، ومن بينها اليابان، وكوريا الجنوبية، والصين، والهند، فضلا عن الولاياتالمتحدة والغرب. وأضاف "تصريحات إيران بإغلاق مضيق هرمز هي من نوعية العنتريات التي سبق لها وتحدثت عنها دون أن تجرؤ على تنفيذها". باب السلام قال عضو حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، عيسى الفاخر، إن إيران لا يحق لها من الناحية القانونية أن تتحكم بالمياه الإقليمية ومن بينها مضيق باب السلام أو "هرمز"، لذلك تبقى هذه التهديدات مجرد كلمات يطلقها المسؤولون العسكريون الفرس، حيث إنها تتكرر بين الحين والآخر. وأضاف "الدول الكبرى لن تسمح بهذا الأمر إطلاقا، ولكن ما قاله نائب قائد الحرس الثوري، يدخل في نطاق التهديد المستمر من قبل إيران لأمن الدول الخليجية، كما يؤكد أنه لا يمكن الثقة في الفرس أو التعامل معهم إلا بمنطق بالقوة والتصدي لأطماعهم في المنطقة".