أكد رئيس اللجنة الوطنية للسياحة في مجلس الغرف السعودية، رئيس اللجنة السياحية في غرفة الأحساء الدكتور عبداللطيف العفالق، على ضرورة إخراج صناعة الثقافة، في المرحلة المقبلة من عباءة القطاع الحكومي التقليدي، إلى القطاع الخاص التفاعلي والخدمي، كما هو معمول فيه في جميع دول العالم، وذلك تماشياً مع الرؤية الوطنية بعيدة المدى 2030، التي تطمح لها القيادة، وتجعل جميع المسؤولين والمواطنين والمجتمع والقطاعين الخاص والعام يعملون نحو هدف متفق. التوجه للجمهور ذكر رئيس اللجنة السياحية في غرفة الأحساء أن المتاحف في أوروبا، بدأت أخيراً في التوجه إلى الناس عبر تخصيص قاعات عرض ومسارح في المجمعات التجارية والمواقع العامة لعرض مقتنيات المتاحف إلكترونيا، وأن المتاحف التقليدية لم تعد موجودة في كثير من دول الغرب، مشيراً إلى أن المتاحف الكبيرة في المملكة شبه خالية من الزوار والمترددين، إذ إن الفترة الصباحية تشهد زيارة بعض طلاب المدارس، ويأتون إلى المتحف مرغمين، وفي الفترة المسائية للأسر والعائلات والأفراد والإقبال فيها ضعيف جداًَ، عطفاً على ضعف الخدمات ومحدوديتها، حتى أنها أصبحت طاردة للأسر والسائحين، وليست مكانا للتفاعل. لكن العفالق استدرك "المتاحف التقليدية لا يمكن الاستغناء عنها، ويجب أن تكون متواجدة بجانب المتاحف الأخرى التفاعلية والمؤسسات الثقافية والمتنزهات الثقافية الترفيهية، إذ إن هذه الصناعة، بحاجة إلى مزيج من الوسائل والأنشطة الثقافية المتنوعة، فالسائح يرغب في أن يشاهد متحفا تقليديا ومتاحف أخرى متخصصة لقضاء يوما كامل في أقسام وتخصصات هذه المتاحف. وأضاف بقوله: أنا لست من أنصار متحف واحد بحجم مأهول، وإنما من أنصار المتاحف المتخصصة والمتنوعة والتفاعلية فيها، منتقداً المتاحف الجامدة والصامتة التقليدية لأن قدرتها على جذب الأجيال الجديدة قليلة جداً، لذلك يجب العمل على مزيج متنوع من المتاحف والمؤسسات الثقافية التي تحمل ثقافة وهوية البلد للأجيال المتعاقبة ولزوار البلد.
الأجيال الجديدة أشار العفالق إلى أن المتاحف التقليدية المحلية لم تعد قادرة على استقطاب الأجيال الجديدة، كذلك الوضع بالنسبة للمتاحف التقليدية في دول الغرب، أخذ الإقبال عليها يضعف شيئاً فشيئا رغم أنها جزء من مكونهم الثقافي والتاريخي والتقليدي، ورغم نمو السياحة الثقافية هناك، والسبب في ذلك الطبيعة التقليدية لتلك المتاحف. وأبان أن النمط الجديد الذي يتوافق مع الرؤية الوطنية للمتاحف هو تحويل إدارة هذه المتاحف إلى القطاع الخاص، وتحويلها إلى متاحف تفاعلية، بجانب توظيف الثقافة مع وسائل التقنيات الحديثة بجانب إضافة خدمات أخرى والتسوق، مشدداً إلى أن هذه الصناعة الجديدة للمتاحف التفاعلية هي صناعة جديدة، لا تحسنها الأجهزة الحكومية، وبالتالي يجب أن تكون هذه المتاحف متماشية مع احتياج البلد ومع آخر التقنيات وآخر الأنظمة التفاعلية العالمية.