حلب.. هي جامع.. شمخت مآذنه.. وتوضأت بجلاله القبب.. هذا هو شموخ وعزة حلب.. هذه المدينة التي تقبع في الشمال السوري المشتعل فعلى مرأى ومسمع من العالم المتحضر تشهد هذه المدينة كبرى المدن السورية ذات الموقع الاستراتيجي أعنف الإبادة والتدمير من قبل قوات النظام السوري وبلا هوادة أو رحمة وتظهر هذه الأعمال مدى بشاعة مرتكبيها من قوات النظام وداعميه من الروس والإيرانيين. الأسد الذي يُظهر التحدي والاستعراض للجميع بطائراته وببراميله المتفجرة وبدعم خالص من حلفائه ليس لتحرير مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل خلال حرب عام 1967، ولكنه يدفع بتلك المتفجرات إلى جميع المحافظات السورية وخصوصا حلب، لإلقائها على رؤوس شعبه المكلوم الذي لا حول له ولا قوة. فيقتل الشيوخ والنساء والأطفال في وقت يغني فيه بعض الخونة السوريين المطبلين للنظام البائد بانتصارات الجيش السوري وأن هذه الانتصارات أعادتهم إلى الأمجاد العربية الخالدة. من ينظر اليوم إلى خارطة حلب التي اكتسح اللون الأحمر كافة أجزائها لا يصدق بأنها نيران حلب المشتعلة التي أحرقت الأخضر واليابس لتئن منه العواصم العربية كافة وليس حلب وحدها.. وجرح حلب الدامي هو اختبار حاسم لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية ولكنها لا تطبق ويمارس بحقها شريعة الغاب، وإن من يقف وراءها لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم إلا بكلام غير مسموع وقرارات لا تطبق، فمجلس الأمن الحالي مسيس ويقف ضد قضايا العرب والمسلمين ويتلقى الفيتو الروسي في الأزمة السورية بكل صدر رحب ويماطل في الحلول ويغض النظر عن جرائم الحوثيين الذين استولوا على الشرعية في اليمن وقد تفاعل المجلس مع هذه الأزمة عبر قرار صادر ليست له فاعلية على أرض الواقع!. أما مبعوثو المجلس فهم على رتم واحد من حيث المماطلة وإطالة أمد الأزمات والمساواة بين الشرعية وبين من استولى عليها بقوة السلاح وبين الجلاد والضحية ومثاله الأزمة السورية الحالية. سورية العربية وخصوصاً حلب تشهد اليوم تفاعلاً عربياً وإسلامياً غير مسبوق عبر وسائل الإعلام كافة ووسائل التواصل الاجتماعي من "تويتر"، و"فسبوك"، إنه تعاطف وغضب لا يشفى غليله إلا إيقاف هذه المجازر وإن ربك لبالمرصاد فهناك مدن تحاصر وتجوع دون رحمة ومدن تحترق بلا شفقة، ومنازل تنزل على رؤوس ساكنيها، وهناك مستشفيات تئن ومقابر لم تعد تتسع للشهداء.