أثار التباين والتباعد والتذبذب في نتائج المسح الميداني، والذي أجراه المرصد الحضري بمنطقة جازان على 51 مؤشرا خدماتيا، شمل التعليم والصحة والبنية التحتية والإسكان والأمن، دهشة خبراء الجغرافيا البشرية والرصد الحضري وأصحاب القرار، ففي الوقت الذي ترتفع نسبة الخرجين من أبناء جازان، ما زالت نسب الأمية مرتفعة في محافظات المنطقة، كما أن جازان الأقل في نسبة الطلاق هي الأعلى في نسبة العزاب والعازبات. تباين مؤشرات الخدمات فيما تم اعتماد مليارات لمشاريع المياه، ما زال الفرد في جازان الأقل في نسبة الحصول على المياه المحلاة، ولا تغطي مشاريع الصرف الصحي سوى 15 % من مدن المنطقة، ومن المفارقات تسجيل نسبة رضا عن النظافة في فرسان 90 %، بينما بلغت نسبة الرضا في محافظة هروب 15 %. وجاءت النتائج وفقا لاستطلاع رأي 7500 أسرة تم خلالها جمع البيانات، ومعرفة مدى رضاهم عن أداء الجهات الحكومية، والتي أعلنت أمس في ورشة عمل عن المرصد الحضري ونظمتها أمانة منطقة جازان، وافتتحها وكيل إمارة المنطقة الدكتور فهد المقرن.
الإسكان الأعلى كلفة ذكر خبير المراصد بالأمم المتحدة الدكتور كمال موسى خلال ورشة عمل عقدت أخيرا، أن المسح الميداني الذي شمل معظم محافظات المنطقة أسهم فيه 61 شابا سعوديا، تم خلاله التركيز على مثلث التنمية في المنطقة المتمثل في مدينة جازان ومحافظتي أبوعريش وصبيا، لأنها مناطق ذات كثافة سكانية، وأن النتائج أظهرت النهضة الخدماتية التي عاشتها المنطقة خلال الأعوام ال10 الماضية، وارتفاع النسب في الخدمات في مختلف القطاعات، كما أظهرت النتائج أن تكلفة الإسكان في منطقة جازان ما تزال هي الأعلى بين مناطق المملكة.
جازان الأقل طلاقا قال الخبير الأممي إن النتائج الدراسة أظهرت انخفاض معدل الطلاق في جازان وارتفاع نسبة العزاب إلى 40 % من السكان، وهو ما يعطي رسالة إلى حاجة العمل على توفير الوظائف والإسكان مستقبلا، كما أظهرت النتائج أن 74 % من سكان المنطقة يعملون في القطاع الحكومي بينما يعمل 24 % في القطاع الخاص، و1 % يعملون في بقية مؤسسات المجتمع المدني، كما أظهرت النتائج أن جازان من أعلى المناطق من حيث ارتفاع نسب الأمية.
مراصد رؤية 2030 أوضح المدير العام للدراسات والأبحاث بوزارة الشؤون البلدية والقروية خالد النفاعي، أن المرصد الحضري ليس فقط نتائج مؤشرات، إنما الخروج بسياسات لتحسين لهذه المعدلات أو المؤشرات الحضرية، ومتابعة مدى التحسن الذي طلع في كل مؤشر، مشيرا إلى أن مهام المرصد الحضري الإشراف والتنسيق مع الجهات الحكومية، والعمل فيما بينها لتحسين والازدهار المدن والمناطق، لافتا إلى أن العمل جار خلال السنوات القادمة من منطلق رؤية المملكة 2030 للازدهار بالمناطق، وسيكون التركيز على الخدمات المقدمة جديدها غير الخدمات التي كان عليها التركيز سابقا مثل: المسكن والبنية التحتية، وسيشمل التركيز على البيئة الحضرية منها ما يتعلق بالتعليم والنقل والاقتصاد والصحة والنقل وكل الخدمات الضرورية.
المرصد دليل للتطوير أكد أمين منطقة جازان محمود الشايع ل"الوطن"، أن المعلومات التي يقدمها المرصد الحضري متغيرة وليست ثابتة، وستساعد هذه المعلومات على قياس مستوى الخدمات وتوزيعها، ومعرفة رؤية رضا المواطن عن مستوى الخدمات المقدمة له، كما سيساعد المرصد متخذي القرار على معرفة الأماكن الخدمية أو المرافق التي تحتاج إلى تطوير، من أجل ازدهار وتنمية المنطقة، مشيرا إلى أن المرصد الحضاري ليس جهازا إشرافيا، إنما جهاز معلوماتي يصب في جميع الجهات الخدمية والصحية والأمنية وجميع القطاعات الأخرى، لإنتاج رؤية ومؤشر يعتمدان عليه متخذ القرار، ودليل إجرائي لتقديم وتطوير كل الخدمات.