أعطى وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز إشارة البدء في أعمال المرصد الحضري للحج على أن تبدأ أعمال المسوح الميدانية لإنتاج مؤشراته الحضرية خلال موسم حج هذا العاموأوضح أثناء تدشين موقع المرصد الحضري لمكةالمكرمة على شبكة المعلومات الدولية الأربعاء قبل الماضي، أن مرصد الحج سيستحوذ على جزء كبير من مرصد مكةالمكرمة عموماً وسيركز على الدرس المتعلق بالحجاج والمعتمرين بالتنسيق مع معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج بحيث يكون هناك تعاون وتنسيق بين المعهد والمركز الحضري لمكةالمكرمة. وأبان أن خصوصية مكةالمكرمة هي التي دفعت بإنشاء هذا المركز الذي سيرتبط مع مرصد مركزي في وزارة الشؤون البلدية والقروية لما لمكة من مؤشرات خاصة تميزها عن بقية المناطق تتعلق بآثار موسم الحج والعمرة على التشكيل البيئي والعمراني، مبيناً أن هذا الربط يأتي ضمن تشجيع بقية الأمانات إلى استحداث مراكز حضرية في كل أمانة وربطها بالوزارة، لا فتاً إلى أن فكرة المرصد الحضري التي بدأت في المدينةالمنورة قبل تنفيذها في مكةالمكرمة لاقت استحساناً كبيراً وحاز المشروع على جوائز قيمة نتيجة دوره الفاعل ليس داخلياً فقط وإنما على مستوى العالم العربي. من جانبه، أوضح أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار، أنه نظراً إلى أهمية أنشطة الحج وتأثيرها على الأداء الحضري للمدينة المقدسة جاء إعلان المرصد الحضري للحج ومدينة المشاعر المقدسة كمرصد نواة للمرصد الحضري لمدينة مكةالمكرمة، وذلك في إطار إدراك المرصد الحضري إلى خصوصية المؤشرات الحضرية وأنماط التنمية الخاصة بأنشطة الحج. وأضاف البار: «إن المرصد الحضري للحج يتناول إطارين للعمل والاهتمام، الأول يتناول الإطار الشامل ويهتم بإنتاج المؤشرات الحضرية على مستوى مدينة مكةالمكرمة خلال موسم الحج، وقياس الأداء الحضري على مستوي تداخل الخدمات بين الحجاج والسكان، كما ينتج المؤشرات التي توضح ما تحتاجه المدينة أو زوارها من خلال الإطارين الزماني والمكاني، كما يهتم المرصد بالمستوى الثاني وهو الإطار المدقق للعمل خلال فترة وجود الحجاج في المشاعر المقدسة ( منى، مزدلفة، عرفات) وهو ما أطلق عليه مدينة المشاعر المقدسة على غرار مدن الزيارات الموسمية في العالم، وذلك وصولاً إلى إطار عمل مدقق يهتم بفترة استخدام هذه المدينة الذي يكون ما بين خمسة أو ستة أيام على أقصى تقدير. وأشار البار إلى أنه تمت صياغة نحو 80 مؤشراً لمرصد الحج تتناول الإطارين (الشامل، والأدق) لموسم الحج، إذ تمت صياغتها على غرار المؤشرات الحضرية الدولية المنتجة بواسطة أجندة «الموئل» وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية والتطوير، تمهيداً لمراجعتها وإصدارها بصفة دولية، إذ سيتم إنتاج المؤشرات الحضرية من واقع بيانات «سجلية» رسمية أو من خلال تنفيذ استبانات حقلية خلال موسم الحج تبدأ أولى مراحل تنفيذها في موسم الحج المقبل 1431. ولفت أمين العاصمة المقدسة إلى أن المرصد الحضري لمكةالمكرمة كان قد أفرد محوراً خاصاً ضمن المحاور الحضرية التي أنتجها لمكةالمكرمة اشتمل على ستة مؤشرات تتعلق بالحج والعمرة هي، نسبة الوافدين (والمغادرين) للحج والعمرة عبر المنافذ المختلفة، ونسبة الزيادة السنوية في أعداد الحجاج والمعتمرين، ونسبة التأشيرات الصادرة بحسب جنسيات المعتمرين والحجاج، وعدد المتخلفين عن المغادرة بعد أداء العمرة، ودرجة رضا الحجاج عن الخدمات المقدمة لهم، وأخيراً متوسط استهلاك المياه خلال أشهر الحج، إضافة إلى عدد من القضايا المتعلقة بموسم الحج (منها الإسكان الموسمي ونسبته وأثر الحج على كلفة الخدمات، إضافة إلى الحركة المرورية خلال الموسم). وأكد البار أن المؤشرات الحضرية التي أنتجها المرصد الحضري لمكةالمكرمة بلغت إضافة إلى مؤشرات الحج والعمرة نحو 86 مؤشراً حضرياً كمياً ونوعياً مقسمة على سبعة محاور رئيسة تتعلق بالتنمية الاقتصادية، والبنية الأساسية، والنقل، وإدارة البيئة، والمحليات، والإسكان، إضافة إلى مؤشرات خاصة بالخلفية العامة لمكةالمكرمة، مشيراً إلى أن المرصد هو مركز إداري متخصص يتولى جمع البيانات عن الحال الحضرية للمدينة والأنشطة السكانية بها وإصدار هذه البيانات في صورة مؤشرات حضرية تقدم قياساً لتغيرات الأداء التنموي الاقتصادي والاجتماعي والعمراني لمكةالمكرمة لتوفير المعلومات اللازمة لدعم متخذي القرار ومعدي سياسات التنمية، بما يسهم في تحقيق التنمية الحضرية المستدامة. وقال: «هناك قضايا أخرى يرصدها المرصد الحضري منها نسبة الوفيات بين الأطفال، ونسبة التسرب المدرسي ومعدلات الجريمة بالمنطقة، إلى جانب معدلات تكوّن الأسر والطلاق، ومعدلات البطالة بين الشباب»، لا فتاً إلى أن جهود المرصد تهدف إلى ترسيخ البعد المجتمعي الأهم وهو تأكيد وصف ساكن البلد الحرام بأنه «القوي الأمين»، الذي يتحقق بمشاركته في النهوض بالمدينة المقدسة وحفز المبادرات لتشجيعه ليكون إنساناً مشاركاً، مبادراً منتجاً متحملاً للمسؤولية مرتقياً بسلوكياته بما يتلاءم وقدسية المكان، ينعم بالرضا عن ما يقدم إليه من خدمات قد شارك فيها ويبادر بالحفاظ عليها، متمتعاً بالانتماء إلى مجتمعه لكي تصبح العاصمة المقدسة قبلة للعقول كما هي مهوى الأفئدة والنفوس.