"يسرني أن أقدّم لكم رؤية الحاضر للمستقبل، التي نريد أن نبدأ العمل بها، بحيث تعبر عن طموحاتنا جميعا وتعكس قدرات بلادنا. دائما ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة، ونحن نثق ونعرف أن الله سبحانه حبانا وطنا مباركا هو أثمن من البترول، ففيه الحرمان الشريفان، أطهر بقاع الأرض، وقبلة أكثر من مليار مسلم، وهذا هو عمقنا العربي والإسلامي وهو عامل نجاحنا الأول". كانت تلك الأسطر الأولى السالفة في كلمة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، والتي حدد فيها الإطار العام للتحول بالوطن والانطلاق به إلى آفاق المستقبل الذي يتطلع إليه كل مواطن في جميع المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية والسير في مقدمة الأمم، وذلك باستغلال الموارد المتاحة في هذا الوطن، والتي لم تستغل بعد بعيدا عن المصادر البترولية، فالمساحة الكبيرة التي تمتلكها السعودية وكذلك الموقع الاستراتيجي من حيث توسطها لثلاث قارات جعلها تمتلك فرصا عديدة في مجال التعدين والصناعة والنقل والسياحة وغيرها. وكل تلك الفرص التي استعرضها الأمير محمد بن سلمان، تنم عن رؤية ثاقبة، وبعد نظر لدى ولي الأمر لتحقيق الرفاهية للمجتمع من خلال الفرص الاستثمارية التي ستولد الوظائف لأفراد المجتمع، وقد حدد لهذه الرؤية مدى زمنيا محددا لتنفيذها، ويمكن القول إنها استشراف لمستقبل المملكة في مدى ال15 عاما القادمة، معتمدا على بناء الإنسان السعودي الذي هو عماد التنمية، وهو ما دأبت عليه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - امتدادا لدستورها الذي أساسه الكتاب والسنة، أن يكون المواطن هو محور التنمية وهدفها، وعلى هذا النهج واصل أبناؤه نهجه الحكيم، وسط ولاء ووفاء من شعب كريم.