أكد ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أن تطبيق رؤية المملكة 2030، لن يتحقق دون سواعد شباب وطننا الذين هم الوقود الحقيقي لهذا الوطن»، لافتا إلى أن الرؤية تولي الشباب أهمية كبيرة تشمل مخرجات القطاعات التعليمية لتتماشى مع الأهداف التي نصبو لها. وقال في المؤتمر الصحفي أمس عن «الرؤية» إن تطبيق الرؤية سيصاحبه تغير في المناهج التعليمية وتخصصات الجامعات، وستكون هناك إعادة هيكلة بما يتوافق مع الرؤية ويحفظ قيمنا الإسلامية والعربية والوطنية، وسيكون تطبيق الرؤية تحت إشراف مباشر من مجلسي الوزراء والشؤون الاقتصادية والتنموية، ومن مكتب إدارة الموارد البشرية ومن هيئة القياس والإدارات وكل الجهات الحكومية. وسيكون الإعلام جزءا رئيسا من تقييم الرؤية والتأكد أن جميع مكوناتها تمضي بالشكل المفيد الذي ينعكس على الوطن والمواطن وتحقيق الأهداف المرجوة. وقال: «دائما ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي التي تبنى على مكامن القوة»، وأضاف:» الله حبانا وطنا مباركا أثمن من البترول، فيه الحرمان الشريفان، أطهر البقاع، وقبلة المسلمين، وهذا عمقنا العربي والإسلامي وعامل نجاحنا الأول». وأكد أن بلادنا تملك القدرات الاستثمارية الضخمة، سنسعى إلى أن تكون محركا لاقتصادنا ومورداً إضافيا لبلادنا وهذا هو عامل نجاحنا الثاني، وذكر أن للمملكة موقعا جغرافيا استراتيجيا، وهي أهم بوابة للعالم ومركز ربط للقارات الثلاث وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية وهذا هو عامل نجاحنا الثالث، هذه العوامل الثلاثة هي محاور رؤيتنا التي نستشرف آفاقها، ونرسم ملامحها معاً. وذكر: ثروتنا الأولى.. شعب طموح معظمه من الشباب هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله، وأضاف لسنا قلقين على مستقبل المملكة، بل نتطلع إلى مستقبل مشرق قادرون على أن نصنعه بثرواتها البشرية والطبيعية والمكتسبة التي أنعم الله بها عليها. وقال :» لن ننظر إلى ما قد فقدناه أو نفقده بالأمس أو اليوم، بل علينا أن نتوجه دوماً إلى الأمام». وقال ولي ولي العهد :»لدينا قدرات سنضاعف دورها وزيادة إسهامها في صناعة المستقبل، وسنبذل أقصى جهودنا لمنح معظم المسلمين في العالم فرصة زيارة قبلتهم ومهوى أفئدتهم». وأضاف أنه سيتم تحول شركة أرامكو من شركة لإنتاج النفط إلى عملاق صناعي يعمل في أنحاء العالم، وسيتم تحويل صندوق الاستثمارات العامة من صندوق إلى مؤسسة استثمار دولية رائدة، وسنحفز كبريات شركاتنا السعودية لتكون عابرة للحدود ولاعبا أساسيا في أسواق العالم، وسنشجع الشركات الواعدة لتكبر وتصبح عملاقة. ونستثمر ثروتنا في الداخل، وذلك من أجل إيجاد المزيد من الفرص الوظيفية. وأن عدد الشركات التي ستطرح للاكتتاب من أرامكو لغاية الآن لم يحدد لكن في طور العمل عليه، وسيعلن برنامج مفصل بالكامل خلال التسعة الأشهر المقبلة، وسيكون هناك تفصيل عن الشركات التابعة لها وماهي البرامج التي تم التخطيط لها هذا فيما يتعلق بالاكتتاب. وقال: «الرؤية تطرقت في أحد بنودها لدعم القطاع الخاص والراغبين في الاستثمار في المملكة. هناك عمل مكثف مع السلطة التشريعية لتعديل بعض الأنظمة التي لها علاقة بتسهيل إجراءات رجال الأعمال والشركات التي ترغب في الاستثمار في المملكة، وتسهيل الإجراءات ونحاول أن نرفع مستوى الخدمات التي تقدم لرجال الأعمال. وقال الأمير محمد بن سلمان إن موضوع قرار قيادة المرأة للسيارة هو ليس قراراً دينياً أو سيادياً بل هو قرار له علاقة بالمجتمع نفسه، يرفضه أو يقبله، إلى اليوم المجتمع غير مقتنع بقيادة المرأة للسيارة، ويعتقد أن له تبعات سلبية جداً، ولكن أؤكد أن هذه المسألة لها علاقة بشكل كامل في رغبة المجتمع السعودي ولا نستطيع أن نفرض عليه شيئا لا يريده، لكن المستقبل قد تحدث به متغيرات ونتمنى دائماً أن تكون متغيرات إيجابية. وبالنسبة لعمل المرأة، فهو مهم جداً، فهي نصف المجتمع، ولابد أن تكون فعالة ومنتجة في وطنها، وهي مكون أساسي من المجتمع السعودي ولها دور مهم في تحقيق هذه الرؤية. وأضاف أن «الصحة» و»التعليم» حقان من حقوق المواطن والدولة ملتزمة بتقديمهما، لكن الأساليب ستتغير. وأكد أنه سيتم إنشاء أكبر متحف إسلامي في العالم وسيكون مقره الرياض وذلك لإتاحة الفرصة لغير المسلمين لزيارته. وقال إن الرؤية ستعمل على إعادة هيكلة العديد من القطاعات الرياضية لدعم أنشطتها، سواء للمحترفين أو الهواة. وعن زيادة الحجاج ذكر أن الأمر يصعب لارتباطهم بمواقع ومواقيت محددة، لكن نسعى لزيادة أعداد المعتمرين والزوار ل30مليون زائر سنويا. كما سيتم العمل على تنويع مصادر الطاقة ومنها طاقة الرياح بشمال المملكة، وستعلن «أرامكو» تفاصيل مجمع الطاقة الشمسية. وقال ولي ولي العهد خلال المؤتمر:» لدينا فرص استثمارية عديدة مثل التعدين، وصناعة الطاقة النووية حيث تملك المملكة أكثر من6%من احتياطات اليورانيوم عالميا»، وأضاف أن السعودية أكدت في عدة محافل أنها لا تسيس سياساتها النفطية، وإنما هي لمصلحة وربحية شركة أرامكو. وأضاف أن الرؤية ستشمل التوسع في قطاع الصناعات العسكرية وهذا سيوفر ربحية عالية ويخلق وظائف جديدة. وأضاف: سمينا هذه الرؤية برؤية المملكة العربية السعوديّة 2030م، لكننا لن ننتظر حتى ذلك الحين، بل سنبدأ فوراً في تنفيذ كل ما ألزمنا أنفسنا به، وقال :» معكم وبكم ستكون المملكة العربية السعودية دولة كبرى نفخر بها جميعا إن شاء الله تعالى». وقال إنه سيعلن خلال الأشهر القريبة عن برامج تطلق تحت مظلة «رؤية 2030» أولها برنامج التحول الوطني ومن المتوقع الإعلان عنها نهاية الشهر المقبل، وهذا سيكون أول برنامج تنفيذي لتحقيق أهداف الرؤية في قطاعات عديدة أهمها قطاع الخدمات واحتياجات المواطن وسيكون فيها تفصيل أكبر حين إطلاقها. وأضاف: بلا شك ارتفاع أسعار النفط سيكون داعما قويا جداً لتحقيق أهداف الرؤية، فالرؤية مصممة على أساس 30 دولارا لبرميل النفط، لكي لا نضع المملكة في أي مخاطرة من انخفاضات أسعار النفط. فالرؤية مصممة أيضا للاستفادة من الإمكانيات غير المستفاد منها في وطننا، فالرؤية لم تأت فقط لمجابهة تحدي انخفاض أسعار النفط، وإن كان هذا جزءا منها، ولكن هناك أجزاء كثيرة وفي مجالات كثيرة سواء الاقتصادي منها أو التنموي أو ما شابه ذلك. وحول الصناعات العسكرية قال الأمير محمد: الجيش السعودي والجهات العسكرية الأخرى ستلبي احتياجاتها من السوق السعودي بما لا يقل عن 2% وهذا يعطينا فرصة لخلق بيئة عالية جداً.