اقتحم آلاف المتظاهرين، أمس، المنطقة الخضراء في بغداد، وعمد بعضهم إلى بعثرة محتويات البرلمان العراقي بعد رفض النواب التشكيلة الحكومية الجديدة. وكان المتظاهرون الغاضبون اقتحموا بُعيد الظهر المنطقة شديدة التحصين التي تضم العديد من المقار الرسمية قبل أن يدخلوا مبنى البرلمان. وأوضحت مصادر مطلعة أن التظاهرة بدأت صباحا خارج المنطقة الخضراء، لكن المشاركين فيها اقتحموا المنطقة بعدما فشل النواب مجددا في الموافقة على تشكيلة حكومية من التكنوقراط عرضها رئيس الوزراء حيدر العبادي. وبدأ التحرك بعد دقائق من مؤتمر صحفي عقده زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مدينة النجف، منددا بالمأزق السياسي الذي تشهده البلاد ولكن من دون أن يأمر المشاركين بالتظاهر، وبينهم عدد كبير من أنصاره، بدخول المنطقة الخضراء. المالكي وداعش جدد الصدر رفضه المشاركة في حكومة تعتمد المحاصصة الحزبية والطائفية، بمزاعم الوزراء التكنوقراط، مؤكدا أن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، وقف ضد تحقيق الإصلاح. وقال: "مهمتنا مواجهة الأحزاب التي تقف ضد إرادة الشعب العراقي، والمالكي سلم العراق إلى تنظيم داعش ولن يكون من حلفائنا بعد اليوم". ووجه كتلة الأحرار التي تمثل التيار الصدري بتعليق حضور جلسات مجلس النواب احتجاجا على تقديم حيدر العبادي قائمة مرشحين للوزارة الجديدة يتم اختيارهم من القوى السياسية، مبينا أنه سيقاطع أي عملية سياسية فيها أي نوع من أنواع المحاصصة الحزبية. وتضم المنطقة الخضراء في وسط بغداد، مقر البرلمان والقصر الرئاسي، ومكاتب رئيس الوزراء، إضافة إلى سفارات عدة بينها سفارة الولاياتالمتحدة. ميدانيا، أفاد مسؤولون عراقيون، بمقتل 23 شخصا على الأقل وإصابة 38 آخرين بتفجير سيارة مفخخة استهدفت زوارا شيعة في منطقة قريبة من بغداد أمس. وتبنى تنظيم داعش العملية، وقال في بيان نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، إن انتحاريا فجر سيارته المفخخة بثلاثة أطنان من المتفجرات.
فساد الأحزاب أكدت منظمة الشفافية الدولية أن الأحزاب السياسية في العراق تتصدر المؤسسات الأكثر فسادا في البلاد، يليها البرلمان والقضاء والمؤسسة العسكرية، بحسب مؤشر الفساد العالمي. وقالت مديرة إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، غادة الصغير، إن العراق سجل خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، نسبة بلغت 16 % في مؤشر الفساد الإداري والمالي، في إشارة إلى أنه واحد من أكثر الدول فسادا في العالم، موضحة أنه كلما اقتربت الدولة من مستوى 100 % كانت أقل فسادا. وأضافت أن مؤشر الفساد المتعلق بوزارة الدفاع وهيئة الحشد الشعبي سجل مستوى عاليا في ظل عودة ظاهرة ما يعرف بالجنود الفضائيين، أي "الأسماء الوهمية"، مشيرة إلى أن دراسات الفساد في العراق أظهرت أن الوظائف الحكومية يتم شغلها عبر الوساطة والمحسوبية، لافتة إلى تقرير صادر عن أجهزة الإحصاء يشير إلى أن 35 % من الموظفين في القطاع العام العراقي تم تعيينهم دون عملية تنافسية. وأوضحت الصغير أن المواطن العراقي غير مستعد للانخراط في مكافحة الفساد والتبليغ عن حالاتها بسبب عدم ثقته بالحكومة والقضاء، وقالت: "يعتبر المواطنون أنهم إن بلغوا عن الفساد فقد يتعرضون للانتقام، أو أنه في حال الإبلاغ عن حالات الفساد فلن تتم محاسبة الفاسدين".