ينتظر السعوديون اتجاه أنظار السياح من مختلف أقطار العالم إلى بلادهم خلال الأعوام المقبلة، ففي الوقت التي تعتبر المملكة هي القبلة الأولى للعالم الإسلامي، ستكون أيضاً بوصلة الثقافة والإسلام بعد الانتهاء من إنشاء أكبر متحف إسلامي في العالم، يحتوي على آثارها ويعكس حضارتها وماضيها الإسلامي، طبقا لحديث ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي تحدث عن إنشاء أكبر متحف إسلامي في العالم، وسيكون مقره الرياض وذلك لإتاحة الفرصة لغير المسلمين لزيارته. فكرة عملاقة نمتلك مقوماتها قال الخبير في شؤون الآثار والمتاحف الدكتور سعد الراشد ل"الوطن": إن فكرة المتحف الإسلامي الكبير، أعادته إلى مشروع متكامل يحمل اسم "الضاحية الثقافية"، كان يفترض أن تنشئه في أمانة محافظة جدة منذ عام 2005، بدءا من باب مكة وسط جدة العتيقة باتجاه قصر خزام على امتداد 1.8 كلم. ويتكون المشروع من عدة محاور أبرزها المحور الثقافي للتاريخ الإسلامي الذي يبدأ من تراث المنطقة التاريخية بجدة، مشتملا على حديقة تمثل العصور الإسلامية وينطلق منها مساران، أولهما مسار التوحيد المستوحى من توحيد الملك عبد العزيز الجزيرة العربية، ويعكس هذا المحور طابع وروح مناطق السعودية كافة، ويتقاطع معه المسار الثاني الذي يمثل تاريخ الدولة الإسلامية عبر عصورها المختلفة، وينتهي هذا المحور بالقرب من مقر البنك الإسلامي للتنمية، وقريبا من مراكز الأعمال والتجارة التي ستضم شركات محلية وعالمية كبرى ستحيط بالمحور التاريخي الثقافي الذي تطل عليه محلات تجارية ومراكز ترفيهية ثقافية. كما يشمل المشروع الكبير ممرا ينفتح على بوابات تمثل تاريخ العصور الإسلامية، وتوفر هذه البوابات إمكانية الاطلاع على تاريخ كل عصر من خلال متاحف رمزية ومعارض تجسد ثقافة وتاريخ الدول الإسلامية أعضاء منظمة التعاون الإسلامي. الراشد قال: ليست لدي معلومات عن المتحف الإسلامي، لكني أتصور أنها فكرة سديدة وآن الأوان لتنفيذها، فبلادنا تحمل كل المقومات والإمكانات لتنفيذ هذه الفكرة العملاقة". رسالة مكان المتحف سيدوّن بحسب المرشد السياحي الباحث في تاريخ منطقة القصيم أحمد المنصور، النقلة التي بدأت واستمرت منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. في حين يرى الكاتب الشاب عاصم صالح أن من الأشياء التي استوقفته في حديث الأمير محمد بن سلمان هي النقطة المتعلقة بالاهتمام بالآثار في الجزيرة العربية، بما في ذلك آثار فترة ما قبل الإسلام. وقال: أعادني إلى جناح أقيم في متحف اللوفر قبل أعوام عرضت فيه آثار وتماثيل ونقوش لحضارات وممالك وجدت في الجزيرة العربية قبل أكثر من 5 آلاف عام، ولعل الاهتمام بهذه الآثار واستغلالها سياحيا كما ذكر الأمير بالإضافة إلى الناحية الاقتصادية قد يمثل رسالة تذكر بأن إنسان هذه الصحراء القاحلة تحدى ظروفها القاسية على مر آلاف السنين وأنه قادر على تحدي المستقبل من دون نفط. من أبرز المتاحف السعودية قصر خزام أحد القصور الملكية التي كان يسكنها الملك عبدالعزيز رحمه الله في جدة تسلمته وكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف وحولته إلى متحف 1982. شرع المعماري محمد بن لادن ببنائه عام 1347 وانتهى منه عام 1351. يتميز بتصميمه المعماري المجسد لمباني جدة. يأتي اسم (خزام) من المنطقة الواقع فيها، نسبة إلى شجر الخزامى أشهر أيام القصر 29 مايو 1933 : توقيع اتفاقية الامتياز للتنقيب عن البترول بين السعودية ممثلة في عبدالله السليمان ممثلا للملك عبدالعزيز وشركة "ستاندر أويل أف كاليفورنيا"، 1383: استخدم الملك سعود القصر مكاتب إدارية بعد وفاة الملك عبدالعزيز قبل أن يُضم إلى قصور الضيافة. من أهم معروضات المتحف فخاريات تعود لأكثر من 5 آلاف سنة تمثل حضارة العُبيد - بضم العين - التي قامت في المنطقة الشرقية من السعودية. مقتنيات من مدائن صالح (الحجر) "100 ق.م - 300" وعدد من المناطق الضاربة في عمق التاريخ السحيق (دومة الجندل 1250ق.م) و(نجران 850 ق.م - 50م) و(ديدان 400 ق.م).