أكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، أن من أعظم ما منّ الله تعالى به على هذه البلاد قيامها على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، مستمسكة بدينها، متماسكة في ظل قيادتها وولاة أمرها، تعتقد -ديانة- السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف، امتثالا لقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرسول وأولي الأمر منكم"، وقوله صلى الله عليه وسلم "عليك السمع والطاعة". رفع راية التوحيد أضافت الأمانة أن الدولة وعت مسؤوليتها، وقامت بوظائفها، وعلا أمرها، وتوحدت بها الكلمة، والتقت عليها الأمة، وفشَا الأمن في ربوع البلاد، وتوثقت أخوة الإسلام، وأقامت شعائر الدين، وهذا بحمد لله منهج ثابت، لا يمكن -بإذنه سبحانه- أن يتغير أو يتحول، فالمملكة تشرف برفع راية التوحيد والرسالة "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" تأخذه أخذ تشريف وتكليف، وقد شرفها الحق سبحانه بالولاية على الحرمين الشريفين، وأكرمها بخدمتهما ورعايتهما. الابتعاد عن المزايدات قالت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في بيانها الصادر أمس، إن على الجميع أن يعي الأسس الثابتة الراسخة لبلاد الحرمين الشريفين التي أثبتها بناة هذه الدولة وقادتها في النظام الأساسي للحكم، المتمثلة في تحكيم الشريعة الإسلامية، والمحافظة على دين الله في عقائده وشعائره، لا سيما شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي بحول الله لا يمكن أن تقبل المساومة على دينها وأمنها ووطنها وأمتها مهما بلغت الضغوط وتلاطمت الفتن، وإن الواجب على الجميع -ديانة- الابتعاد عن أسلوب المزايدات والتحريض وتأجيج الناس، ويجب أن يسود صوت الحكمة ولزوم التعقل، والتخفيف من غلواء المتشنجين والمحرضين. أعباء المسلمين أضاف البيان "نحن بحاجة إلى القول السديد من العالم والمتعلم والداعية والخطيب والمثقف والكاتب، والسعي الجاد في جمع الكلمة والمحافظة على وحدة الصف، لا سيما ونحن ندرك تمام الإدراك أن المملكة تنوء بأعباء العالم الإسلامي في ظرف تاريخي استثنائي، ومع هذا كله، فالأمة مطمئنة إلى أهلها ورجالها، شبابها وعلمائها، ساستها وأهل الرأي فيها، بأنهم كلهم -ولله الحمد- على منهج وسط لا يشقون الطاعة، ولا يفرقون الجماعة، ولا ينازعون الأمر أهله، ويحسنون الظن بولاة أمرهم، هذه عقيدتهم وهذا مسلكهم يتوارثونه جيلا بعد جيل. وختمت الأمانة البيان بالقول، إننا ومع قوة تمسكنا بثوابتنا وصلابتنا في ديننا بحول الله وقوته، فإننا -بإذن الله- نسير في طريق الإصلاح ونقد الذات، في ولاء كامل لله ولرسوله، صلى الله عليه وسلم، ثم لولاة أمرنا، وإخلاص لديننا وأمتنا ووطننا، داعية الله أن يحفظ لهذه البلاد دينها وأمنها، ويرد عنها كيد الكائدين وحقد الحاقدين، ويزيدها تمسكا واجتماعا وألفة واتحادا، ويصلح أحوال المسلمين في كل مكان، إنه سميع مجيب.