دعت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، اليوم، إلى الابتعاد عن «المزايدات والتحريض وتأجيج الناس»، مشددة على أن يسود «صوت الحكمة ولزوم التعقل، والتخفيف من غلواء المتشنجين والمحرّضين». وأكدت الهيئة، في بيان أصدرته اليوم، الحفاظ على «وحدة الصف». وقالت: «إن المملكة تنوء بأعباء العالم الإسلامي في ظرف تاريخي استثنائي». وأضافت الهيئة أن «من أعظم ما منّ الله تعالى به على هذه البلاد المملكة العربية السعودية قيامها على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مستمسكه بدينها، متماسكة في ظل قيادتها وولاة أمرها، تعتقد - ديانة - السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف». وأشارت الهيئة إلى الدولة «وعت مسؤوليتها وقامت بوظائفها وعلا أمرها، وتوحدت بها الكلمة، والتقت عليها الأمة، وفشَا الأمن في ربوع البلاد، وتوثقت أخوة الإسلام، وقامت شعائر الدين». ولفتت إلى أن هذا المنهج «ثابت، لا يمكن أن يتغير أو يتحول، فالمملكة تشرف برفع راية التوحيد والرسالة: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، تأخذه أخذ تشريف وتكليف، وشرّفها الحق سبحانه بالولاية على الحرمين الشريفين، وأكرمها بخدمتهما ورعايتهما». وقالت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء: «إن على الجميع أن يعي الأسس الثابتة الراسخة لبلاد الحرمين الشريفين التي أثبتها بناة هذه الدولة وقادتها في النظام الأساسي للحكم المتمثّلة في تحكيم الشريعة الإسلامية والحفاظ على دين الله في عقائده وشعائره، لا سيما شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي لا يمكن أن تقبل المساومة على دينها وأمنها ووطنها وأمتها، مهما بلغت الضغوط وتلاطمت الفتن؛ وإن الواجب على الجميع - ديانة - الابتعاد عن أسلوب المزايدات والتحريض وتأجيج الناس، ويجب أن يسود صوت الحكمة ولزوم التعقل والتخفيف من غلواء المتشنجين والمحرضين». وأضاف البيان: «نحن في حاجة إلى القول السديد من العالم والمتعلم والداعية والخطيب والمثقف والكاتب والسعي الجاد في جمع الكلمة والحفاظ على وحدة الصف، لا سيما ونحن ندرك تمام الإدراك أن المملكة تنوء بأعباء العالم الإسلامي في ظرف تاريخي استثنائي». واستدركت الهيئة بالقول: إن الأمة مطمئنة إلى أهلها (السعودية) ورجالها، وشبابها وعلمائها، وساستها وأهل الرأي فيها، بأنهم جميعهم على منهج وسط لا يشقون الطاعة، ولا يفرقون الجماعة، ولا ينازعون الأمر أهله، ويحسنون الظن بولاة أمرهم، هذه عقيدتهم وهذا مسلكهم يتوارثونه جيلاً بعد جيل». واختتمت الأمانة البيان بالقول: «إننا ومع قوة تمسكنا بثوابتنا وصلابتنا في ديننا، فإننا نسير في طريق الإصلاح ونقد الذات في ولاء كامل لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم لولاة أمرنا وإخلاص لديننا وأمتنا ووطننا»، داعية الله أن «يحفظ لهذه البلاد دينها وأمنها، ويرد عنها كيد الكائدين وحقد الحاقدين، ويزيدها تمسكاً واجتماعاً وألفة واتحاداً، ويصلح أحوال المسلمين في كل مكان إنه سميع مجيب».