حقق الجيش الليبي خلال الأيام الأخيرة تقدما في كثير من محاور القتال بأطراف مدينة بنغازي، وفي العملية العسكرية التي أطلق عليها "لن نخذل شهداءنا" بالمحور الغربي، بعد مواجهات عنيفة بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة، خلال اقتحام شعبية تيكا، ومنطقة بوزكرة، وشارع الاستراحات، والطريق المؤدي إلى بوابة القوارشة والشركة الصينية، المعروفة بطريق السكة الحديدية. وأكد المتحدث الإعلامي لكتيبة الشهيد العقيد صلاح بوحليقة، محمد الزوي، أن الجيش فرض سيطرته على معسكر قاريونس بالكامل في مدينة بنغازي، بعد معارك دامية مع عناصر تنظيم داعش. وبالنسبة للتطورات الميدانية، كانت قوات الجيش الليبي أعلنت تحرير المدينة الجامعية بالكامل. تقدم الشرعية أكد المكتب الإعلامي للقيادة العامة للجيش الليبي، أن الكتيبة 106 و"شهداء الزاوية" المتمركزتان في محور غرب بنغازي، تمكنتا من تحرير المدينة الجامعية بالكامل، مشيرا إلى أنهما متجهتان إلى منطقة القوارشة. وخلال العمليات، استهدف الجيش الليبي معاقل تنظيم داعش والتشكيلات المسلحة الموالية له بالمدفعية الثقيلة، كما استهدف تجمعات ومواقع بعمارات بوزكرة تستخدم مراصد ومخازن للذخيرة ومحل إقامة للمتطرفين، مع تفكيك عدد كبير من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعت لعرقلة تقدم القوات المسلحة. في الأثناء، أشارت غرفة عمليات الجيش إلى أن تنظيم داعش بدأ يتقهقر إلى خارج قواعده، جراء الضربات المكثفة التي لاحقته بعد أن كان أحكم، منذ نحو عام، سيطرته على كامل القوارشة، لتصبح بذلك المعقل الرئيسي للتنظيم في بنغازي، أعلن خلالها تشكيل محكمة وشرطة إسلامية. اشتباكات بطرابلس في العاصمة، اندلعت اشتباكات مساء السبت الماضي، بعد أسبوع حافل بالزيارات الدبلوماسية لمسؤولين وسفراء من دول أوروبية، من بينهم وزير الخارجية الإيطالي، باولو جنتيلوني. وأشارت مصادر محلية إلى أن تبادلا كثيفا لإطلاق النار وقع في حي الأندلس شمال العاصمة، حيث مقرات سفارات عربية وأجنبية، ومنازل سياسيين ليبيين بينهم أعضاء في حكومة الوفاق الوطني، كما دوت أصوات انفجارات يرجح أن تكون ناجمة عن إطلاق قذائف صاروخية. وفي محاولة لبسط الأمن، انتشرت عناصر من الشرطة في شوارع المدينة، إلا أن كثيرا من الجماعات المسلحة التي لم تقدم على أي عمل عسكري، ما تزال تحتفظ بأسلحتها ومقراتها، مما يزيد من مخاوف تهديد عمل الحكومة الجديدة. آمال غربية تعول الدول الغربية على حكومة الوفاق الوطني في التصدي لمتشددي تنظيم داعش في ليبيا، ومنع تدفقات جديدة للمهاجرين المتجهين إلى الشمال عبر البحر المتوسط. وكان وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا جددا خلال زيارتهما طرابلس، الدعم لحكومة الوحدة المدعومة من الأممالمتحدة، وأكدا استعداد بلديهما لتدريب قوات الأمن وحرس الحدود، إذا طلبت الحكومة الليبية ذلك. من جانبه، قال رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، إن الأولويات الثلاث لحكومته هي: المصالحة، والأمن، ومحاولة إحياء اقتصاد البلاد الذي تأثر سلبا بتراجع إيرادات النفط، مشيرا إلى أن الانتقال إلى الوزارات في العاصمة سيتم بشكل عاجل، لافتا إلى أنه لن ينتظر تصويت البرلمان في شرق البلاد.