يواجه سكان مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، بغرب العراق، كارثة إنسانية نتيجة للنقص الحاد في المواد الغذائية وحليب الأطفال والأدوية من جراء الحصار المفروض عليها. وتفرض قوات الجيش العراقى مدعومة بميليشيات مسلحة منذ أكثر من عام، حصارا خانقا على محيط المدينة الخارجي، تمهيدا لاقتحامها وسط قصف عنيف تشهده بشكل يومي، في حين يتعرض السكان إلى حصار داخلي من قبل عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي المسيطرين عليها. وأكد مراقبون أن الفلوجة برمزيتها في مقاومتها للوجود الأميركي وتمردها على المالكي وحربها على القاعدة وداعش جعلت من المتابعين يتوجسون خيفة من موقف الحكومة العراقية والحشد الشعبي ويشككون في جديتهم للبحث عن حل لحصار المدينة. تكتيك الأسد ذهب محللون إلى أن داعش لم يكتف بالعلاقات الاقتصادية المتينة بينه وبين بشار الأسد من خلال بيع النفط وتبادل السلع، كما لم يكتف بالتنسيق العسكري التام بينهما، والذي وضح من خلال عدة عمليات كشفت التناغم التام بين الحليفين، مؤكدين أن التنظيم المتطرف لجأ هذه المرة إلى تبني تكتيك الأسد المتمثل في تجويع المدنيين وحصارهم حتى يصلوا إلى الدرجة التي لا يجدون بدا من التعاون معه، وهي سياسة اتبعها الأسد وأثبتت نجاحها بينما فشلت البراميل المتفجرة والغازات السامة. على الصعيد ذاته، طالب النائب في البرلمان العراقي أحمد السلماني، رئيس الوزراء حيدر العبادي بصفته القائد العام للقوات المسلحة ب"بيان موقفهم من المجاعة التي تفتك بالعوائل المُحاصرة في مدينة الفلوجة"، داعيا إياه إلى إغاثتها على وجه السرعة. مناشدات أممية ناشدت منظمة حقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش، الحكومة العراقية، في بيان أصدرته الخميس الماضي، بإدخال المساعدات إلى الفلوجة، مشيرة إلى أن أهالي المدينة المحاصرة مهددون بالموت جوعا. وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، جو ستورك "إن سكان الفلوجة يواجهون الجوع بسبب الحصار الذي تفرضه الحكومة وداعش، وعلى الأطراف المتحاربة ضمان وصول المساعدات إلى المدنيين". وزود مسؤول عراقي، هيومن رايتس ووتش، بقائمة من 140 شخصا أغلبهم من المسنين والأطفال، وقال إنهم لقوا حتفهم خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب نقص الغذاء والدواء. قلق دولي كان برنامج الأغذية العالمي أعلن في 24 مارس "إنه يشعر بالقلق إزاء حالة الأمن الغذائي في الفلوجة المحاصرة، مع عدم توافر المواد الغذائية في الأسواق".