فيما اشتكى عدد من المواطنين من إغلاق مستشفى أبها العام القديم منذ نحو عامين وتحويل كل الحالات إلى مستشفى عسير المركزي، مما أدى إلى انتظار المرضى بالأشهر للحصول على بعض الخدمات، عزت صحة عسير الإغلاق للاستفادة من موقعه المتميز بوسط مدينة أبها، وذلك لإنشاء مشروع المستشفى الجديد في أبها بسعة 300 سرير وبتكلفة تصل إلى 280 مليون ريال، بدلا من المستشفى القديم الذي جرى افتتاحه عام 1374. تخفيف الضغط قال المواطن عايض سعيد الأحمري "لا يخفى على أي مريض ومن يحتاج لخدمات مستشفى عسير أن ينتظر طويلا للحصول على إحدى الخدمات كالأشعة لأكثر من 3 أشهر، فما بالكم بالعمليات والجراحات والمناظير والتحاليل، مما يدفع بالمريض إلى الذهاب للمستشفيات الخاصة التي تثقل كاهل المريض بأسعارها الباهظة، ومستشفى عسير المركزي هو الوحيد في مدينة أبها، وهو المنطقة السياحية التي يقصدها زوار كثيرون، ولذلك من الخطأ إغلاق مستشفى أبها العام والاكتفاء بمستشفى عسير الذي يشكو به الحال بسبب تكدس الحالات". مساعدة عاجلة قالت طبيبة امتياز في عسير المركزي الدكتورة سعاد عايض ل"الوطن": يجب تقليل الضغط على مستشفى عسير كمستشفى مركزي يخدم كل المنطقة الجنوبية، والمستوصفات الصحية لا بد أن تعمل بكل قواتها لتقليل هذا الضغط، وعلى أي مواطن أو مقيم عنده مرض بسيط الذهاب إلى المستوصف أولا لأخذ العلاج المناسب ولا يذهب إلى المستشفيات الكبيرة، وذلك لعدم الازدحام وتضييع وقت الأطباء في أشياء بسيطة يمكن أن تعالج خارج المستشفى وأخذ مكان مريض يحتاج المساعدة العاجلة. خدمات صحية متأخرة أكد رئيس المجلس البلدي بعسير الدكتور مصطفى بن عزيز أن الخدمات الصحية في منطقة عسير متأخرة، وقال "الدلائل على ذلك كثيرة، منها أنه لا يوجد مركز للأورام، ولا يوجد مركز متخصص للقلب مثل مستشفيات الرياضوجدة التي تشكو كثرة المراجعين لها من الجنوب، ودليل آخر هو شح الأسرة بالمستشفيات، ولقد رأينا مرضى يأتون إلى طوارئ عسير من أماكن بعيدة ويقيمون في الطوارئ يومين أو أكثر لعدم وجود سرير في المستشفى، ودليل آخر هو أن مدينة أبها هي الوحيدة التي تم إقفال المستشفى العام بها منذ أكثر من سنة، بدون تجهيز بديل، وتم دمج مسؤوليات مستشفى أبها العام مع مستشفى عسير المركزي، وأصبح أهالي أبها وضواحيها يعانون إقفال المستشفى الذين اعتادوا على مراجعته منذ افتتاحه عام 1374، ونأمل ألا تستمر هذه المعاناة حتى اكتمال المباني المزمع إنشاؤها في موقعه، بل يجب تخصيص مبان مؤقتة مفصولة تماما عن مستشفى عسير. فتح الأقسام المغلقة أضافت عايض أن هناك مستشفى في محايل لا يوجد به جميع الأجهزة وبه بعض الأقسام مغلقة، لذلك يتم تحويل أي مريض منه إلى مستشفى عسير أيضا، ويسبب ذلك ضغطا على مستشفى عسير المركزي. وتطالب الدكتورة سعاد بتوفير الأطباء والتمريض والأجهزة الطبية اللازمة في جميع المستشفيات والمستوصفات وفتح الأقسام المغلقة لعدم الضغط على عسير المركزي. دواعي الإغلاق أوضح المتحدث الرسمي في المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة عسير سيعد عبدالله النقير أن إغلاق مستشفى أبها العام القديم جاء للاستفادة من موقعه المتميز بوسط مدينة أبها، وذلك لإنشاء مشروع المستشفى الجديد في أبها بسعة 300 سرير وبتكلفة تصل إلى 280 مليون ريال. وأضاف "نظرا لكون الموقع القديم لا يكفي للمشروع الجديد فقد رفعت المديرية للوزارة لمخاطبة المقام السامي لنزع ملكية الأراضي المجاورة للموقع". وقال النقير إنه ترتب على ذلك نقل العيادات ودمجها مع العيادات الخارجية في مستشفى عسير المركزي بعد موافقة إمارة منطقة عسير، حيث قلل ذلك من قوائم الانتظار والاستفادة من التخصصات النادرة وخدمات الأشعة بكل أنواعها والتحاليل المخبرية والفحوص التي كانت تفتقدها العيادات بموقعها القديم، وبالتالي استفاد المراجع من هذا الدمج، مؤكدا أن هذا القرار لم يحدث أي تأثير على الخدمة المقدمة لكافة فئات المجتمع.