فيما دعت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة عسير عموم مراجعي العيادات الخارجية بمستشفى أبها العام والمناوبة إلى التوجه لعيادات مستشفى عسير المركزي بعدما تقرر نقلها ابتداء من الأحد المقبل، قابل القرار امتعاض العديد من سكان مدينة أبها، ودعوا إلى عدم المجازفة في قرارات متعجلة قد لا تخدم الصالح العام. وأوضح مدير صحة المنطقة الدكتور إبراهيم الحفظي، أن هذا الإجراء جاء لإخلاء الموقع بعد اعتماد مستشفى جديد عام لمدينة أبها بسعة 300 سرير، إذ سيتم هدم كامل المباني والمنشآت القائمة على أراضي المبنى القديم، مبينا أن العيادات الخارجية والعيادات المناوبة سيتم ضمها لعيادات مستشفى عسير المركزي للعمل خلال الفترة المسائية من الرابعة عصرا حتى ال12 صباحا. وأكد الحفظي بأنه سيتم التعامل السريع مع الحالات العاجلة في طوارئ مستشفى عسير المركزي، بعدما كان يتم تحويل تلك الحالات من العيادات الخارجية والعيادات المناوبة في موقعها الحالي مما يتطلب وقتا طويلا نسبيا لتحويل هذه الحالات لمستشفى عسير لعدم وجود إمكانات بالموقع القديم، وكان بعض تلك الحالات يتعرض لمضاعفات بسبب طول الوقت الذي يستغرقه النقل إلى جانب تغطية أكبر وقت ممكن للعيادات الخارجية، مما يساعد على تقديم خدمة أفضل للمراجعين ويقلل قوائم الانتظار. وهذا القرار قابله امتعاض شديد من أهالي المنطقة خصوصا أن العيادات المناوبة في مستشفى أبها العام كانت تعمل على مدى 24 ساعة، حيث قال أحد أعيان مدينة أبها مصطفى عزيز "بالنسبة للعيادات المناوبة فهي تعمل لمدة 24 ساعة ومتوسط عدد المراجعين لها في الشهر نحو 13 ألف مريض"، وتابع "وفيها المختبر والأشعة والصيدلية، والعيادات الخارجية بمستشفى أبها العام تعمل من الساعة السابعة والنصف إلى الرابعة والنصف ويوجد بها معظم التخصصات، بالإضافة إلى المختبر والأشعة التي تقوم بمعالجة المرضى"، وتابع بن عزيز "والمستشفى بها لجنة الضمان الاجتماعي ولجنة التسنين (وأكثر مرتاديها من البدو) ولجنة الزواج والتقارير الطبية المطلوبة للجهات الحكومية والكشف على العمالة الوافدة". واستعاد بن عزيز تاريخ بناء مستشفى أبها العام، بقوله "أُنشئ المستشفى بناء على أمر ملكي، وذلك عندما استقبل أهالي عسير للملك سعود في نفس الموقع وطلبوا منه إقامة مستشفى في موقعه الحالي المسمى (سر الحروب)" من جهته قال المواطن فايع الألمعي "نرى أن تحويل مراجعي مستشفى أبها إلى مستشفى عسير المركزي يعني تداخل المواعيد والمراجعات، وتبعثر المختبر والأشعة وكادره الطبي والإداري ويضطر المرضى إلى الدخول في مواعيد على الأشعة والمختبر وحتى الصيدلية وصعوبة مواقف السيارات، إضافة إلى العبء الذي يتحمله مستشفى عسير قبل التحويل". وأضاف "وهذا يدل على أنه ليس هناك خطة سليمة لنقل المستشفى دون المساس بالخدمات التي يؤديها، وهناك علامات استفهام كبيرة عن أسباب عدم الاستفادة من مبنى مستشفى أبها العام الذي كلف الدولة نحو 86 مليون ريال ولم يستفد منه سوى 3 سنوات". وبين حسن عسيري أن هناك حلولا أخرى للشؤون الصحية بعسير لتلافي إغلاق مستشفى أبها العام، حتى يتم الانتهاء من بناء البرج المقرر في مكان آخر، وقال "نأمل أن تراعي صحة عسير ظروف المرضى، وعدم تهميشهم أو التفكير في إلغاء هذا المستشفى ولو لفترة بناء المشروع، الذي لا نعلم متى يبدأ ومتى ينتهي، واحتمال كبير أن يدخل في ظاهرة المشاريع المتعثرة".