أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس على بن إبراهيم النعيمي أن قطاع التعدين في السعودية نما خلال السنوات الماضية، وأسهم بشكل كبير في التنمية الصناعية والعمرانية، وخاصة في توفير المواد الخام اللازمة لمشاريع البنية التحتية، والنشاط العمراني الضخم، الذي تشهده المملكة، وتعد السعودية من أكبر الدول استغلالا للخامات المعدنية، حيث تزيد كميات الخامات المعدنية المستغلة سنويا عن 430 مليون طن، وعدد الرخص التعدينية بكل أنواعها 2052 رخصة تعدينية. المجالات التنموية أشار النعيمي إلى أن استضافة المملكة للمؤتمر العربي الدولي الرابع عشر للثروة المعدنية في نوفمبر 2016 يأتي تواصلا للجهود البناءة والخيرة التي تبذلها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وانطلاقا من مبدأ وأهمية التعاون والتكامل في جميع المجالات التنموية، التي تخدم الوطن العربي، لافتا إلى أن الهدف من المؤتمر هو الارتقاء بمستوى التعاون بين الدول العربية، والاستفادة من الثروة المعدنية، والتعريف بالرواسب والمكامن المتاحة، وتبادل التجارب والمعرفة بين الجيولوجيين ومهندسي التعدين، والمستثمرين العرب والأجانب، والمؤسسات العربية والدولية، لاستمرار تنمية الاستثمارات العربية البينية، ورفع القيمة المضافة للصناعات التعدينية. إستراتيجية طموحة بين النعيمي في كلمته خلال ترؤسه أمس للدورة ال22 لاجتماع مسؤولي الثروة المعدنية في الوطن العربي بمقر المنظمة العربية للتنمية الصناعية بالعاصمة المغربية الرباط، أن وزارة البترول والثروة المعدنية تعد حاليا استراتيجية طموحة، تنفذ على مراحل عدة، تؤدي إلى إحداث نقلة نوعية في قطاع التعدين، والإسهام في تنويع القاعدة الاقتصادية، ورفع نسبة المساهمة في إجمالي الناتج المحلي، إضافة إلى توفير وظائف مباشرة وغير مباشرة للمواطنين. فرص تعدينية عربية أوضح النعيمي أن المملكة استضافت المؤتمر العربي الدولي الثاني في عام 1974، وفي عام 1986 نفذت المنظمة الخريطة الجيولوجية والمعدنية للوطن العربي على نفقة المملكة، مساهمة منها في بناء القاعدة الأساسية الجيولوجية والمعدنية العربية، كما استضافت المملكة المؤتمر العربي الدولي التاسع في عام 2006، والذي تم خلاله انعقاد أول اجتماع لوزراء قطاع الثروة المعدنية في العالم العربي، منوها أنه سيطرح خلال المؤتمر العربي الدولي الرابع عشر للثروة المعدنية الذي سيعقد في المملكة هذا العام فرصا تعدينية جديدة في الدول العربية، وهذا سيسهم في انطلاق مشاريع استثمارية مشتركة لاستغلال الخامات المعدنية تسهم في نقل التقنية، وتنويع مصادر الدخل وتحقيق منافع كبيرة للمجتمع العربي، كما سيعقد في الوقت ذاته الاجتماع التشاوري السادس للوزراء العرب المعنيين بالثروة المعدنية للمضي قدما في تحقيق التعاون العربي في قطاع التعدين. التعاون العربي والأجنبي أوضح المهندس النعيمي أن محاور المؤتمر الثمانية تعد من الركائز المهمة لتطوير القطاع المعدني بالدول العربية، مشددا على أهمية أن يتم تقديم أوراق عمل مميزة، من قبل الخبراء والمختصين لتحقيق الفائدة العلمية للمشاركين بالمؤتمر، مبينا أن إقامة فعاليات هذا المؤتمر خلال دوراته ال13 الماضية على مدى 40 عاما تعد مثالا مميزا للتعامل بين الجهات الحكومية المختصة بالثروات المعدنية في الدول العربية، ومثالا للتعاون المثمر مع القطاع الخاص العربي والأجنبي، والتعاون الفني المميز بين الدول العربية في مجالات استكشاف الخامات المعدنية المختلفة، واستغلالها، وتسويقها، وتصنيعها، وتبادل المعلومات الفنية حولها.