أسس الشاب سلمان فلاتة لمبادرة جديدة أطلق عليها اسم "زواج خمس نجوم بأبسط ما يكون"، ويهدف خلالها إلى مساعدة الشباب على تجاوز معاناة تكاليف الزواج الباهظة وكيفية الابتعاد عن الديون. وأوضح فلاتة ل"الوطن" أن زواجه لم يكلفه سوى 17 ألف ريال، فكانت تلك الليلة "أسطورية" له ولزوجته التي وقفت إلى جانبه في هذه المبادرة. وأضاف "أريد أن أنشر هذه المبادرة بين الشباب للتخلص من بعض القيود التي فرضوها على أنفسهم، وهي ليست موجودة حقيقة، ولينجح الأمر لا بد من العزيمة والإقدام من كلا الطرفين، إضافة إلى تفهم الأهل". 5 نجوم حول النجوم ال5 يقول فلاتة إن "الأولى تتمثل في الوقت، إذ انتهت مراسم الحفل الساعة ال10.30 مساء، أما الثانية فهي عدم اقتراضي لإتمام تكاليف ليلة الزفاف بجميع مستلزماتها، والنجمة الثالثة كانت مشاركة شريحة الأسر المنتجة، إذ كان العشاء عبارة عن بوفيه من صنع أيديهم، وضم 47 صنفا، وذلك بهدف دعمهم، وهي بادرة أولى من نوعها في الأعراس. أما النجمة الرابعة فهي إضافة ديكورات تراثية ذات الطابع الحجازي، وأخيرا النجمة الخامسة المتمثلة في قلة التكاليف إذ بلغت 17 ألف ريالا فقط". وأضاف، لقد استبدلت القاعة باستراحة تكلفتها 3 آلاف ريال، أما البوفيه فلم يكلف إلا 9 آلاف، واستغنيت عن فكرة الفرقة الغنائية بجسيس أفراح من أصدقائي. التفاخر والتباهي تعتقد الأخصائية الاجتماعية تهاني عبدالهادي، أن تكاليف حفلات الزفاف أصبحت عائقا أمام الراغبين في الزواج من كلا الجنسين، خصوصا الشباب الذين تحاصرهم كثير من المشكلات أبرزها ارتفاع سقف المهور، وتكاليف تجهيز شقة الزوجية، وكل ذلك في ظل ارتفاع مستوى المعيشة، الأمر الذي يوقعهم في ديون كثيرة، فيعيدون مسألة التفكير في الارتباط، وبعضهم يفكر في الزواج من غير سعودية. وأضافت، أن المشكلة تقع في التفاخر الاجتماعي بين الأسر والتقليد الخاطئ، إضافة إلى انعدام الرؤية المستقبلية لوضع الأسرة الجديدة التي ستغرق في الديون مدة طويلة، وربما تعوق الاستمرارية، وهنا ندخل في مشكلات أخرى تتمثل في العنوسة أو الطلاق. الزواج الجماعي من الحلول تشير تهاني عبدالهادي إلى أن من الحلول المقترحة إقامة حفلات الزواج الجماعي، إلا أن بعض العائلات لا تتقبل هذه الفكرة، لعدم توافر الخصوصية ووجود عدد كبير من الغرباء، على الرغم من فوائد الأعراس الجماعية في التخفيف من معاناة الشباب، وتشجيعهم على الزواج، لا سيما ذوي الدخل المحدود، وهي أحد أنسب الحلول للتغلب على التكلفة المادية العالية للزواج وحفلات العرس، والقضاء على العنوسة التي زادت نسبتها في المجتمع، بسبب تكاليف الزواج المرتفعة. وأضافت، هناك مشكلة أخرى تتمثل فيما يبث من مقاطع تنمي مسألة التفاخر والتباهي بالأموال والمظاهر الكاذبة، وعلى وسائل الإعلام أن تلعب دورا في توعية المجتمع حيال هذه الأمور التي يتساهل فيها، وينتج عنها كثير من المشكلات أبرزها انتشار العنوسة والطلاق. صدمات نفسية يقول الاستشاري النفسي ماطر الفريدي، إن الحالة النفسية لما بعد الزواج يمكن أن تلوثها بعض الإحباطات الشديدة وخيبة الأمل، خصوصا في الأسابيع الأولى من الزواج، وذلك بسبب التفكير المستمر في القروض المترتبة على الزواج. وأضاف أن بعض النساء يعانين صدمات نفسية، حينما يكتشفن أن الرجال الذين ارتبطوا بهم تتولد لديهم سلوكيات سلبية كالغضب أو العصبية بسبب تلك الديون التي تطاردهم في كل وقت، ويذهب بعضهم إلى تحويل البيت إلى جحيم تحكمه لغة الصراع، وربما يحدث الطلاق في كثير من الحالات.