لم يجد المسؤولون في القرية النموذجية للأيتام بالمدينة المنورة حلا أجدى للخروج من الأوضاع التي تعيشها القرية منذ فترة طويلة سوى الاستعانة بفريق من الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، وأساتذة من جامعة طيبة والجامعة الإسلامية، للمشاركة في وضع خطة تطويرية للقرية. وأوضح المشرف العام على القرية إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الدكتور عبدالباري عواض الثبيتي، أن اللجنة التي شكلت مؤخرا من قبل مختصين وأكاديميين تسعى إلى تطوير العمل داخل القرية، خاصة في التعامل مع النزلاء من الفتيان والفتيات عبر وضع برامج اجتماعية ونفسية وإيوائية تسهم في إعادة صقل شخصية النزلاء والنزيلات بما يكفل لهم أن يكونوا إيجابيين. وأشار إلى أن القرية ومنذ بداية العام الدراسي الجاري أطلقت برامج اجتماعية ونفسية للنزلاء والنزيلات كان منها برنامج "سأعيد ترتيب أوراقي" وبرنامج "سنة غير وسنة خير"، إضافة إلى برنامج التهيئة النفسية للاستعداد للامتحانات الدراسية، وبرنامج يسعى إلى تغيير السلوكيات وبرامج في مجال تعلم فن الحوار، وبرنامج "دارنا غير" والذي يسعى إلى زيادة وعي النزلاء والنزيلات فيما يتعلق بالمحافظة على ممتلكات القرية التي وجدت في الأصل لخدمتهم. ولفت الثبيتي إلى أن إدارة القرية بادرت منذ وقت إلى تعيين فريق للعمل في القرية ممن لديهم خبرة ودراية بالشأن الإيوائي والاجتماعي، والذين يعملون وفق أساليب تربوية ونفسية واجتماعية تتلاءم مع أبناء وبنات القرية النموذجية، بما يحقق المصلحة والفائدة للنزلاء من جهة، ولأهداف القرية من جهة أخرى. ويسعى القائمون على القرية من وراء تلك السياسات والبرامج الاجتماعية إلى معالجة جملة من الظواهر السلبية التي كانت قد تفجرت منذ وقت طويل داخل القرية حتى امتدت إلى خارج أسوارها، وهي المشكلات التي كانت قد ظهرت في عهد الإدارة السابقة للقرية، كان منها الخروج المتكرر للفتيات من داخل القرية في أوقات المساء، متحديات بذلك أنظمة وتعليمات القرية، علاوة على الاعتداءات المتكررة على المشرفات والفريق الاجتماعي بالقرية، وإتلاف ممتلكات القرية بشكل متعمد. وعلى صعيد التجاوزات الإدارية والمالية فقد برزت جملة أخرى من المخالفات التي زادت الأمر سوءا، ومنها تعيين مقيمين من جنسيات أفريقية ليسوا على كفالة الجمعية كسائقين وحراس أمن، إضافة إلى عدم أهلية الأمهات الحاضنات، إذ إن النسبة العظمى منهن من جنسيات وافدة "نيجيرية وتشادية ويمنية ومصرية وإندونيسية"، الأمر الذي أعاق القيام بأدوارهن على الوجه المطلوب، وهو ما ساعد في شيوع حالة من الفوضى داخل القرية.