أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أن دول منظمة "أوبك" تمتلك الآن أكثر من تريليون برميل احتياطي من النفط؛ في حين حذر مشاركون في ندوة الطاقة الدولية في الرياض أمس من احتمال عودة بعض الدول ذات الاقتصاد الكبير إلى السياسات الحمائية التجارية. ونفى الأمين العام لمنظمة أوبك المهندس عبدالله البدري في تصريح خاص إلى "الوطن" أمس أن يكون هنالك عمليات سيطرة من قبل الدول الأعضاء على أسعار البترول عالميا، وقال: "نحن نتدخل إن كانت هناك ظروف غير طبيعية كارتفاع الأسعار بشكل كبير أو انخفاضها بصورة حادة، أو فجوة عالية بين الطلب والعرض". ودعا البدري إلى أهمية وجود قوانين ونظم خاصة لمنع المضاربات الحادة من التأثير على أسعار البترول، مثلما حدث خلال عام 2008. من جهة أخرى شهدت ندوة منتدى الطاقة الدولي تحذيرات كبرى بثها مشاركون لمنظمة أوبك أمس إذ أكد مستشار وزير البترول والثروة المعدنية إبراهيم بن عبدالعزيز المهنا أن أهم التحديات التي تواجه "أوبك" ليس لها علاقة مباشرة بسوق وصناعة البترول، لكنها تتعلق باحتمال عودة بعض الدول ذات الاقتصاد الكبير إلى السياسات الحمائية التجارية، واحتمالية نشوب حرب أسعار للعملات، إضافة إلى استمرار التذبذبات الحادة في أسعار المواد الأساسية بما فيها البترول. واستدرك المهنا قائلا: "إن منظمة أوبك قادرة على التعامل مع هذه التطورات والتغيرات العالمية، وبالذات في حال استمرارها في العمل كمنظمة اقتصادية مستقلة واقعية، هدفها صالح أعضائها والصناعة والسوق البترولية الدولية حاليا ومستقبلا". مؤكدا أن "أوبك" تنظر إلى السوق والصناعة البترولية من منظار سوق الطاقة العالمية، وليس البترول فقط، ومن منظار الاقتصاد العالمي بكامل أبعاده. غير أن رئيس مجلس إدارة شركة "وليميري يروبا أيه إن أي للبتروكيماويات" ليناردو موجري استبعد إمكانية انتهاء عهد المضاربات بالسوق النفطية، وأرجع في ورقة قدمها خلال الندوة أمس هذا التشاؤم إلى قلق البعض من إمكانية حدوث شح في الإمدادات النفطية، إضافة إلى عدم نجاح أي جهة في الحد من جشع المضاربين مثل البنوك والمستثمرين وصناديق التحوط. من جهة أخرى أوضح وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي خلال مشاركته في الندوة أمس أن "أوبك" أنتجت خلال الخمسين عاما الماضية أكثر من 400 مليار برميل. مشيرا إلى أنها "لا تزال تمتلك الآن أكثر من تريليون برميل مما يجعلها في موقع متميز من حيث الاحتياطي للاستمرار في توفير البترول للعالم واستغلاله لصالح الأجيال الحالية والمقبلة".